م
من الصعب وضع تعريف دقيق للفقر والحرمان البشرى، فالفقر والحرمان وجهان لعمله واحدة، فالفقر ينتهى إلى الحرمان، والحرمان له أوجه متعدددة ومتداخلة إلى حد کبير، ولذلک فمن الصعب أن يختزل فى الفقر، وفى حالة الاختزال يتمحور مفهوم الفقر والحرمان فى عدم القدرة على توفير الاحتياجات، وبعبارة أخرى فأن انخفاض الدخل يعنى عدم القدرة على الحصول على کل من الغذاء الکافى وبنوعية جيدة، والسکن المناسب، والرعايا الصحية، والعمل المناسب، والتأمين من الإعاقة والشيخوخة، وتوضع کل هذه النواحى فى قائمة الإحتياجات الأساسية والتى يجب توافرها للفرد فى المجتمعات النامية والمتقدمة،وتمثل قضية تفشى الفقر بالمجتمعات التحدى الاکبر أمام نهوضها وتمکنها من مقدراتها وتسييرها بالطرق المثلى، ولعل الحقيقة المفزعة أن الفقر يتغلغل ويستشرى داخل عقول المجتمع الفقير أفرادا وادارة لتصبح النتيجة الحتمية عدم قدرة هذه العقول على التفکير والابداع وتسخير ما يملکه المجتمع من مقدرات وامکانات کاملة وغير مستغلة لکون هذه العقول محکومة وموجهة إلى تسيير أمورها الحياتية اليومية فقط دون وجود نظرة استشراقية نحو مستقبل جديد واعد، استهدف البحث دراسة خريطة التفاوت المکانى للفقر بمرکز أبنوب بمحافظة أسيوط، وقدمت الدراسة تحليلا لخرائط مؤشرات التعليم والصحة والدخل والانفاق وخدمات البنية الأساسية والأمن والمشارکة السياسية فى الانتخابات، والقاء الضوء على خريطة التفاوت المکانى لمستويات الفقر بمرکز أبنوب، فضلاً عن استراتيجة الحد من الفقر بمرکز أبنوب، وقد توصلت الدراسة إلى جملة من الاستنتاجات والتوصيات.