يندرج الكتاب الذي نقدم موضوع القراءة ضمن الكتابات التاريخية المعاصرة عن السياسة الاستعمارية للبرتغال بالمغرب. إذ يخوض في موضوع يتقاطع فيه تاريخ التوسع الاستعماري بالمغرب مع التاريخ العسكري، وتأسيس مراكز برتغالية وكيفية تدبيرها والآليات التي اعتمدتها لتحقيق استغلالها الاستعماري وبسط سيطرتها على المجال المغربي. ظهر الكتاب في طبعته الأولى باللغة البرتغالية سنة 1937 ضمن عمل تأريخي للمسار الكولونيالي للبرتغال في مجلدين، ثم طبع هذا الفصل الخاص موضوع الدراسة في طبعة مستقلة سنة 1989 تحت إشراف اللجنة الوطنية لتخليد الاكتشافات البرتغالية. وترجم للعربية من طرف الأستاذ عثمان المنصوري سنة 2020، والواقع أن ترجمة هذا العمل منحته حياة جديدة وسلطت الضوء على أفكاره ومواقفه وقربته من عموم القراء. يتضح من خلال قراءة النسخة العربية سلاسة وغنى اللغة الموظفة في هذه الترجمة، ويبرز ذلك من خلال احتفاظ الترجمة بالنطق الصوتي لأسماء الأعلام والأماكن كما وردت في صيغتها الأصلية. ثم اختيار الكلمات الواضحة الدلالات التي تبرز حنكة المترجِم وتمكنه من ناصية اللغة وحرصه على تقديم عمل راق أكاديميًا ومعرفيًا.