لطالما عرفت دول المغرب العربي تعاونًا فيما بينها كان أساس رقيها عبر العصور إلا أن فترة الاستعمار هي الفترة التي شهدت تطورًا كبيرًا في هذا التعاون وذلك لأجل الاستعمار الواحد في المنطقة وكذا التقارب بين هذه الدول والمصالح المشتركة والعقيدة التي كانت تربطهم مع بعض. ومن هنا يبرز لنا ذلك التعاون المغربي الجزائري تحت إطار العمل المشترك والموحد ضد الاستعمار وهو ما برز في تيارات الحركة الوطنية الجزائرية الاستقلالية والإصلاحية وهو الأمر الذي ألمت به نصوصها مثل جريدة البصائر وجريدة المنار. ليمتد هذا التعاون إلى الثورة الجزائرية وهو الأمر الذي برز في ذلك التضامن في المحافل الدولية مع هذه الثورة وهو الأمر الذي كان له صدى كبير في العالم. ويمكن القول إن هذا التضامن كان أحد الأسباب التي عجلت باستقلال الجزائر.  وقد أوضحت الدراسة أن فكرة التضامن والعمل المشترك هي فكرة متجذرة في أذهان ووجدان الشعوب المغربية وهو ما اتضح بشكل كبير مند بداية الاحتلال الاستعماري وعلى طول فترة الكفاح من اجل الاستقلال وقد تجلى هذا في مجموعة من المحاولات الوحدوية وكذا ذلك التضامن الذي برز بين المغرب الأقصى والجزائر على طول فترة النضال ضد الاستعمار. كما أن الكفاح المشترك الذي عمل على تجسيده مجموعة من المناضلين المغاربة قد اكتسى أهمية كبيرة في فترة الاستعمار وهو الأمر الذي حاولوا من خلاله تحقيق الاستقلال وهو الأمر الذي برز في تلك المقالات والدراسات التي جاءت في مجموعة من المجلات والجرائد الجزائرية.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
مدربل مصطفى الأمين، "الوحدة المغربية الجزائرية في نصوص الحركة الوطنية الجزائرية ودور المغرب الأقصى في تدويل قضية الثورة الجزائرية".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد الخامس والخمسون؛ مارس 2022. ص 174 – 180.