يهدف هذا المقال إلى بناء معرفة تاريخية بالاندماج والتحول في قبيلة أيت عبدي عين اللوح بالأطلس المتوسط على عهد الحماية الفرنسية. وركز على دراسة تأثير وجود الأجانب على مؤسسة الأسرة (الخيمة) التي تعتبر الركيزة الأساس لمجتمع القبيلة، ومساءلة مستويات وأبعاد هذا التأثير الاجتماعية والاقتصادية والذهنية (الثقافية)، وتحليل عواقبه في سياقات سياسات الحماية. ويكتسي هذا المقال أهميته المعرفية في مجال البحث التاريخي من خلال طبيعة الأسئلة التي ينهض عليها، والمساهمة في كتابة التاريخ الجهوي؛ ومن خلال المعطيات الكمية والكيفية التي يوفرها للتحليل والمراجعة والمقارنة. ولذلك، حاولنا قراءة مضامين هذا التحول الذي فرضه الاستعمار في القبيلة المذكورة، والذي غالبًا ما يعتبره الكولونياليون إنجازًا حضاريًا لفرنسا في مستعمراتها، وذلك بالكشف عما يعتري تمثلهم الإيجابي للتحول من تهافت وقصور، وبيان مسوغات هذا التمثل ودحض بعض مرتكزاته. وقد توصلنا إلى أنه لا جدال في أن اندماج الأجانب في المجتمع "الأهلي" بجبال المغرب المركزي، وفي مناطقه الأخرى زمن الحماية، يختلف من حيث الإيقاع، والشروط، والتأثير. ويرجع ذلك إلى طبيعة الأعراف المنظمة لمختلف مناحي الحياة، وإلى الموقع الجغرافي والمسالك، والديناميكية الاقتصادية للموضع أو المدشر. وإجمالاً، إن اهتمامنا بمفاهيم الاندماج، والتحول، والتغيير، والتنمية بالجبل المغربي إبان الحماية الفرنسية، يستدعي توجيه البحث التاريخي نحو المساءلة النقدية لمضامين هذه المفاهيم، وما تطرحه من قضايا خاصة ومتقاطعة.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عثمان زوهري، "الأجانب عند أيت عبدي: قراءة تاريخية في الاندماج والتحول بالأطلس المتوسط إبان الحماية الفرنسية على المغرب".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد الخامس والخمسون؛ مارس 2022. ص 162 – 173.