يتناول هذا المقال المشاركة المغربية في الحرب العالمية الأولى من خلال الصحافة الفرنسية الصادرة بالمغرب، ويرصد كيف سعت الأقلام الصحفية الفرنسية، نزولا عند رغبة ليوطي، إلى تمجيد البطولات الوهمية للمقاتلين المغاربة وتهويل إنجازاتهم، من أجل تأمين احتياجات جبهات القتال بمزيد من الضحايا. كما يقف عند سكوتها عن المصائر المأساوية لهؤلاء، وإغفال الحديث عن الخسائر الفادحة للمشاركين المغاربة في الحرب بشكل تام أو تناولها على استحياء، وهو ما يفسر لنا ندرة المقالات التي تعرضت بالحديث عن المقاتلين المغاربة طيلة سنوات الحرب، بالرغم من استحواذ مساراتها على افتتاحيات الجرائد في كل أعدادها دون استثناء مدة تزيد عن الأربع سنوات. ورغم ذلك فإن إسهاب تلك الجرائد في الحديث عن معاناة الجنود الفرنسيين خاصة في معركة فيردان، واستنكافها الحديث عن معاناة المغاربة باستثناء تلك الومضات النادرة والتي جاءت خدمة لأهداف البروباغاندا الاستعمارية، يجعلنا نقف على حجم معاناة المغاربة الذين وضعوا على خطوط النار الأولى مما يجعل عذاباتهم ومعاناتهم أضعافًا مضاعفة مقارنة مع غيرهم، خاصة إذا علمنا وفق محمد البكراوي، أن هؤلاء الشباب المغربي كان قد ألقي به في جحيم فيردان (أبريل 1916) مباشرة بعد خضوعهم لتدريب عجول.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عبد السلام بوطافي، "الصحافة الفرنسية ومشاركة المغاربة في الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918): بين التعتيم والتضليل والتحقير".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد الخامس والخمسون؛ مارس 2022. ص 151 – 161.