شهد المغرب في فترة الحماية (1912-1956م)، ميلاد المقاومة السياسية التي عرفت باسم الحركة الوطنية المغربية، ونظرًا للوضعية الخاصة التي عاشها المغرب منذئذ حيث قسمت أراضيه إلى ثلاثة أقسام، فقد حكم على الحركة الوطنية أيضًا أن تنقسم إلى قسمين، تبعًا لخصوصيات وتطورات كل منطقة على حدة، وتبعًا لنوعية الدولة الحامية واختلافاتها، ففرنسا ليست هي إسبانيا، من هنا حاولنا تناول بعض مظاهر الصراع حول الزعامة بين رجالات الحركة الوطنية بشمال المغرب، واخترنا من وفد مطالب الأمة لسنة 1931م أنموذجًا لهذا الصراع، خاصة الصراع بين عبد السلام بنونة ومحمدة الطيب بوهلال، وتأتي أهمية هذا المقال في كونه يدرس جانبًا لم يحظ بالاهتمام الكبير من قبل الباحثين في تاريخ الحماية الإسبانية بالمغرب أو المهتمين بالحركة الوطنية بشمال المغرب. تناول المقال السياق العام لوفد مطالب الأمة، وخلفيات الصراع بين رجالات الحركة الوطنية بشمال المغرب حول هذا الوفد. والخلاصة أنه تم تأسيس هيئة وفد مطالب الأمة كتنظيم سياسي جديد يوم 19 يونيو 1931م، وكان الهدف من تأسيس هيئة وفد مطالب الأمة الاهتمام بالعمل الوطني ككل وليس فقط العريضة المقدمة لرئيس الحكومة الإسبانية. في حين تشكلت هيئة أخرى تحت مسمى اللجنة الفرعية لتحقيق المطالب، عهد إليها السهر على تحقيق المطالب المقدمة إلى الحكومة الإسبانية، وبهذا استطاع رجالات الحركة الوطنية بشمال تجاوز الصراع الذي نشب بينهم حول تشكيل وفد مطالب الأمة.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
مراد المعاشي، "وفد مطالب الأمة بشمال المغرب سنة 1931م والصراع حول الزعامة: عبد السلام بنونة ومحمد الطيب بوهلال أنموذجًا".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد الخامس والخمسون؛ مارس 2022. ص 145 – 150.