تحظى شخصية جون أ. ماكدونالد بالأهمية الواضحة في تاريخ كندا الحديث، إذ يُعَدّ في مقدمة الساسة الكنديين المعاصرين له بسبب الأدوار المؤثرة التي قام بها، والشخصية الأبرز التي كانت وراء صدور قانون أمريكا الشمالية المهم، والذي أسهم في بلورة عدد من النتائج المهمة في مقدمتها قيام اتحاد كندا فيما بعد. لقد كان جون أ. ماكدونالد محاميًا ورجل أعمال وسياسيًا بارزًا في بلاده منذ مطلع شبابه بسبب نشاطاته الواسعة التي قام بها، وهو ينحدر بالأصل من إسكتلندا، وكان قد ولد في 11 كانون الثاني 1815 بعد هجرة والديه إلى كندا، وتوفي في 6 حزيران 1891، وعبر معظم مراحل حياته، عمل مع زملائه الآباء المؤسسين لكندا، على بناء دولة قوية مبنية على أسس اقتصادية متينة، وأراد لها أن تستمد قوتها من أقاليمها المتنوعة دون تمييز بينها، وأن تكون كندا كاتحاد أقوى من أي جزء من أجزائها، وبذلك يكتب له أنه بذل الجهود المضنية وساهم مع رفاقه في تحويل رؤيته لكندا تتألف من المقاطعات المتفرقة المتباعدة وغير المنسجمة إلى دولة عصرية بعد خطوات عملية عديدة في نهاية المطاف، وسيركز هذا البحث بالدرجة الأساس على المفاصل المهمة من حياته الشخصية، إلى جانب تسليط الضوء على مشاركته السياسية في الحياة العامة لبلاده قبل أن يصبح أول رئيس لوزراء لكندا في المدة (1867-1873)، لما لتلك المرحلة من أهمية واضحة، والتي لم يلتفت إليها إلا القلة من الباحثين المهتمين بتاريخ كندا الحديث والمعاصر بحسب علمي.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
علي صالح حمدان حامد، "جون أ. ماكدونالد ودوره في الحياة السياسية بكندا (1815 - 1867)".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد الخامس والخمسون؛ مارس 2022. ص 82 – 90.