يُعَدّ الفن الصخري من أقدم الشواهد الأركيولوجية الموجودة بالمجال الموريتاني، وقد أنجزت عنه العديد من الدراسات، خصوصًا من قبل الأجانب السباقين لاكتشافه، لكن جل تلك الدراسات ركز على جوانب الجرد والوصف لهذا الفن، ومع الأهمية البالغة لذلك، فقد اخترنا هنا أن نرصد جوانب معبرة عن أهميته، مع الإقرار بصعوبة الإحاطة بكافة الجوانب الدالة على ذلك. ولتوضيح هذه الأهمية حرصنا في هذه الورقة على تقديم نماذج متنوعة شملت عينات مختلفة من موضوعات لوحاته، ومن ذلك تاريخ الثروة الحيوانية وعلاقة الإنسان القديم بموريتانيا بها، سواء من حيث الاستغلال في التنقل أو اعتماده عليها في معاشه والسبل التي كان يسلك في قنصها. بينا كذلك الأهمية التاريخية للعربات كوسائل نقل متطورة لدى المجتمعات القديمة، ثم أهم التطورات الحضارية التي أرخ لها الفن الصخري، وكذا أهم المعتقدات التي تمكن استفادتها من مختلف المشاهد الصخرية، كما قدمنا قراءة لبعض العناصر الحضارية لهذا الفن يفهم منها مستوى من قدم التنوع الإثني بالنطاق الموريتاني، وختمنا بشواهد الكتابات القديمة التي جسدها قدماء السكان على اللوحات الصخرية في أزيد من منطقة مع تبيين الدلالات التاريخية لذلك.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
محمد سالم محمدن مختار السالم، "دور الشواهد الأركيولوجية في كتابة التاريخ القديم لموريتانيا: جوانب من أهمية الفن الصخري".- دورية كان التاريخية.- السنة الخامسة عشرة- العدد الخامس والخمسون؛ مارس 2022. ص 20 – 27.