تعتبر الثورة الحفصونية من أهم الثورات التي عرفتها الأندلس خلال العصر الوسيط، وترجع قوة هذه الثورة وأهميتها إلى الفترة الزمنية الطويلة التي استغرقتها والتي ناهزت الخمسين سنة، هذه المدة تميزت بأحداث كثيرة وبتعاقب عدد من الأمراء الأمويين الذين لم يستطيعوا القضاء على هذه الثورة رغم المجهودات التي قاموا بها، كما تعود أهميتها إلى الاضطراب السياسي الذي أحدثته في معظم مناطق الأندلس، وكذلك الأثر الذي تركه ابن حفصون لدى المولدين، بالإضافة إلى المبادئ التي أعلنها بن حفصون والتي اتضحت من خلال الخطبة التي كان يرددها على مسامع المولدين لحشد أكبر عدد منهم ضد الإمارة الأموية، كما تكمن أهمية الثورة الحفصونية في تعدد واختلاف  المرجعيات والإيديولوجية الفكرية لهذه الثورة وخلفياتها، فبعض الباحثين يعتبرونها جاءت كرد فعل على الأوضاع التي أصبح يعيش فيها المولدون بسبب السلطة الأموية من ظلم وتهميش، بينما آخرون يعتبرونها نتيجة لأسباب خارجية كان هدفها الإطاحة بالحكم العربي في الأندلس، وقد خلفت هذه الثورة نتائج شملت العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
 
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
جمال رداحي، "الثورات في الأندلس خلال العصر الوسيط: ثورة عمر بن حفصون محددات النشأة والتطور".- دورية كان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الرابع والخمسون؛ ديسمبر 2021. ص 70 – 78.