يُعَدّ الحج إلى بيت الله الحرام بمكة المكرمة الركن الخامس من أركان الإسلام وفريضة فرضها الربّ جلّ جلاله على المسلمين مرة واحدة في العمر وعلى المستطيع بإجماع علماء الأمة، وبما أن ولاية الحجاز تحت سيادة الدولة العثمانية منذ عام (923هـ/1517م)، فإنها كانت معنية بتسهيل إجراءات الحج وتيسيره للحجاج من منطلق ديني وسياسي، فكان من أبرز تلك الإجراءات هي السماح للحجاج بالقدوم إلى الحجاز خلال مواسم الحج دون ربط ذلك بالإمكانيات المادية لكل حاج، مما أدى إلى انتشار ظاهرة فقراء الحجاج سنويًا في الحجاز، وخاصةً في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1293 – 1327 هـ/ 1876 – 1909م) في ظلّ سياسته الداعية إلى نشر أفكار الجامعة الإسلامية من خلال مواسم الحج، وبالتالي تبرز أهمية اختيار موضوع الدراسة (ظاهرة فقراء الحجاج في ولاية الحجاز خلال عهد السلطان عبد الحميد الثاني) لتحليلها ومناقشتها من حيث أسبابها وظروفها والآثار الناجمة عنها، فقد اتبعت الدراسة المنهج التاريخي الوصفي التحليلي من المصادر التاريخية الأساسية؛ بغية الوصول إلى نتائج. وقد تفاوتت الآثار الناجمة عن تلك الظاهرة لكل طرف من الأطراف ذات العلاقة بشؤون الحج والحجاج من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلال تلك الفترة، فكان من أبرزها الأضرار المعنوية والسياسية التي لحقت بسمعة الدولة العثمانية وبسياسة السلطان عبد الحميد الثاني الإسلامية؛ لعجزها عن حل تلك المشكلة أو تقديم الخدمات اللازمة لهم، لتخفيف معاناتهم لهؤلاء الفقراء من الحجاج في الحجاز خلال مواسم الحج.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
سهى سعود محمد شعبان، "ظَاهِرةُ فُقَراءِ الـحُجَّاجِ في ولايةِ الحجازِ خلالَ عهدِ السلطانِ العثمانيِّ عبدِ الحميدِ الثاني (1293 – 1327هـ/ 1876 – 1909م)".- دورية كان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الثالث والخمسون؛ سبتمبر 2021. ص 168 – 182.