يکتسي موضوع "التغلغل الاستعماري بالشمال الأفريقي: وسائل التسرب الفرنسي بالمغرب قبل سنة 1912" أهمية کبرى في تاريخ المستعمرات عامة، وتاريخ المغرب خاصة. نظرًا لأن کثيرًا من الدارسين للاستعمار وطرقه يرکزون على العوامل الداخلية التي أدت ببلد معين إلى الوقوع فريسة للاستعمار، دون الترکيز على بقية العوامل الأخرى، لاسيما الخارجية منها بالخصوص. فمع بداية القرن التاسع عشر تزايدت الصلات بين الدولة المغربية والدول الأوربية، الأمر الذي فرض على المغرب أن يصبح مادة قابلة للاستغلال والاستنزاف في المشروعات الاستعمارية. وقد کان لفرنسا النصيب الأکبر في التخطيط لأن يکون المغرب من نصيبها، لاسيما وأنها تحتل جارها الشرقية الجزائر. فبمجرد احتلال فرنسا لهذه الأخيرة سنة 1830، بدأت توجه أنظارها صوب المغرب، وشرعت في التخطيط للسيطرة عليه، فوضعت مخططًا متکاملاً يتضمن مجموعة من الأساليب والوسائل للتغلغل السلمي، تمهيدًا للغزو العسکري، هذه الوسائل مزجت بين استعمال العلم والمعرفة والطب، وبين فرض قروض وإثارة الفتن والاضطرابات عبر عناصر مغربية مدعومة من فرنسا، لتحصل فرنسا على العديد من الامتيازات عبر فرضها مجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات على المغرب. وقد حاولنا تسليط الضوء على مجموعة من هذه الوسائل، بالاعتماد على مجموعة من المراجع والدراسات العربية والفرنسية، والتي درست تاريخ المغرب خلال القرن التاسع عشر، معتمدين على منهج تاريخي سيمکننا من الوقوف على الجذور التاريخية التي ساهمت في فرض الحماية الفرنسية على المغرب وجعله مستعمرة فرنسية سنة 1912.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
عبد الفتاح ايت ادرى، "التغلغل السلمي للاستعمار في الشمال الإفريقي: أساليب التسرب الفرنسي في المغرب قبل سنة 1912 نموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الثاني والخمسون؛ يونيو 2021. ص 170 – 180.