تناقش هذه الدراسة قضية الالتزام والمفارقة في کتاب کرستيان هويل "مغامراتي المغربية". الالتزام بنقل الواقع المغربي، کما رآه، والمفارقة المتجلية في قراءته الاستشراقية لهذا الواقع. والکتاب عمومًا عبارة عن ثمرة لزواج جمع بين الصحافة والتاريخ والاستشراق. إلا أن کرستيان هويل لم يستطع الانعتاق من إسار الرؤية الاستشراقية، فقد انطلق من نماذج کان قد تم وضعها من قبل في سياق تميز باختلال موازين القوى بين الشرق والغرب، وأدى إلى إنتاج خطاب ورؤية خاصة بالشرق هي وليدة تلک العلاقة غير المتکافئة. نماذج انطلق منها ليبرر احتلال المغرب بشکل عقلاني مستغلاً ظرفية تاريخية مطبوعة بالصدام بين الغرب والشرق، نتج عنها لقاء دام وعنيف جرت أحداثه على أرض المغرب. وقد جاءت عناوين محاور الدراسة راصدة للرؤية الغربية النمطية للمغرب خاصة وللشرق عامة، ولأطاريحها المبررة للسيطرة عليه، وکانت کالتالي: أطروحة الاستشراق الجنسي؛ الاستبداد الشرقي؛ أطروحة الفوضى المغربية؛ أطروحة التحقير. وتوصلت الدراسة إلى أن الرؤية الاستشراقية ذات المنحى الإمبريالي في کتاب هويل کرستيان المغامر والمثقف، والصحفي، واضحة کل الوضوح، تجلت في کونه لم يعر أدنى اهتمام للمعايير الإنسانية والقيم الأخلاقية، ولم يبد أدنى تعاطف مع المغاربة في محنتهم، وکان منذ البداية على وعي تام بجغرافية وتضاريس الأرض الفکرية التي کان عليها يتحرک، ومنها کان يدير دفة السرد.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عبد السلام بوطافي، "الرؤية الاستشراقية للواقع المغربي: کتاب کرستيان هويل "مغامراتي المغربية" نموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الثاني والخمسون؛ يونيو 2021. ص 154 – 169.