تروم هذه الدراسة إبراز جانب من الاهتمامات الفکرية والانشغالات العلمية لأحد أشهر سلاطين الدولة العلوية في مغرب القرن التاسع عشر الميلادي، يتعلق الأمر بالسلطان الحسن بن محمد بن عبد الرحمان: 1247-1311هـ/ 1831-1894م، والذي حکم المغرب مدة تزيد عن العشرين سنة: 1290-1311هــ/ 1873-1894م. فقد اعتبرت اهتماماته الفکرية من أهم مميزات شخصيته منذ نشأته إلى أن تولى دفة الحکم بالمغرب، کما أبانت عن قيمة المعرفة لديه، وعن مدى حضورها في شخصيته وحياته. تنوعت الاهتمامات العلمية والفکرية في حياة السلطان الحسن الأول، واتسمت بالشمولية والتنوع فلم تقتصر على جانب دون آخر، أو مجال دون غيره، بل تعددت وتنوعت لتشمل جوانب عدة، منها على سبيل المثال: مواظبته على عقد مجالس علمية داخل القصور السلطانية هدفها إحياء الدرس العلمي، وبث روح الحوار والتناظر الفکري؛ ومنها: أمره بطبع الکثير من الکتب العلمية والمراجع المختلفة الشرعية واللغوية والکيميائية والرياضية وغير ذلک؛ ومنها: إرساله لبعثات طلابية إلى عدة دول أجنبية بقصد الاستفادة من خبراتها العلمية وتجاربها التقنية، على أن يتم توظيف المتخرجين منهم في عملية الإصلاح والتطوير الذي کان يسعى إليه إبان فترة حکمه. إن من شأن هذه الدراسة أن تبحث عن الأسباب الکامنة وراء هذا الاهتبال بالفکر والعلوم المختلفة لدى هذا السلطان، کما تقصد -في مقاربة ومنهج تاريخي وصفي-إلى إبراز المجالات الفکرية التي انشغلت بها شخصيته، بهدف إخراجها مما اشتهرت به من النمط التاريخي السائد والمتمثل في الجانب السياسي والعسکري فقط، إلى فضاءات أرحب تشمل جوانب الفکر والثقافة والمعرفة.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
محمد أحمد شَابُــــو، "جوانب من الاهتمامات الفکرية في حياة السلطان الحسن الأول 1290 – 1311هـ/ 1873 – 1894م".- دورية کان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الثاني والخمسون؛ يونيو 2021. ص 139 – 153.