يتطرق البحث إلى موضوع الحج وطرقه من اليمامة والبحرين إلى الحرمين الشريفين بالحجاز، وذلک من خلال جانبين أساسيين هما: البحث في الوسائل التنظيمية لطرق الحج، والثاني يعرض ترتيبات رکب الحج. لقد شقت شبه الجزيرة العربية شبکة من الطرق البرية التي تخترق البلاد من الشرق إلى الغرب، وهذه المسارات کانت تتبع طرق المواصلات القديمة، بيد إنها بعد توطد الحکم الإسلامي في بلاد المشرق وانتقال مرکز الحکم الإسلامي إلى بلاد العراق، شغلت آراضي البحرين واليمامة جزء کبير من الطرق الحج الرابطة بين عواصم الدولة العباسية في بغداد والبصرة والکوفة مع الحرمين الشريفين، کما وفدت عبر هذه المسارات أفواج کبيرة من حجاج بلاد المشرق الإسلامي. وبطبيعة الحال سلکت التجمعات السکانية القاطنة في مناطق العبور هذه الطرق الدولية. هذا ما نراه عند تتبع مسارات الطرق وتفرعاتها من مرکز تجمع الحجاج باليمامة حتى وصولها إلى الحرمين، وبتتبع مظاهر تنظيمها في العهد الإسلامي نجد أعمال الولاة تترکز في تمهيد وتفتيت للحجارة في المنحدرات الصعبة، ورصف للمواضع الخطرة التي يتعرض فيها الحجاج ورواحلهم لخطر الانزلاق، وتنعکس هندسة بناء الطرق في توزيع الاستراحات والمحطات على طول الطريق، فهي بنيت وفق أبعاد مناسبة لطبيعة سير الرکب، وتتنشر کذلک أبنية المائية کالآبار والبرک والعيون، ويلاحظ أيضًا وجود بعض القصور التي دعمت بأبراج (المنار) لمراقبة تحرکات قطاع الطرق وتوفير الملجأ للرکب في حال تعرضه للهجوم من اللصوص. وتنظيم رکب حجاج البحرين واليمامة تعرض الدراسة کيفية إعداده، وتجهيزه، موظفوه، ومراسم وداع واستقبال الأهالي للحجاج، أما عن رحلة الرکب التي تستمر لأزيد من عشرين يوم للوصول إلى الحرمين فإن رحلة الرکب کانت تتخللها أوقات للاستراحة وهو ما عرف بالمضحى وبالمتعشى.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
ربيعة أحمد عمران المداح، "طرق الحج البرية ورکب الحجاج في العهد الإسلامي من اليمامة والبحرين إلى الحرمين الشريفين".- دورية کان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الثاني والخمسون؛ يونيو 2021. ص 91 – 99.