يتناول هذا البحث (حادثة الحرة) في السنة 63هـ وهي من الحوادث المهمة في تاريخ صدر الإسلام، والتي کان لها تداعيات کبيرة على المستوى السياسي والاجتماعي للدولة الأموية، يمثل البحث عن الحقيقة؛ والتنقيب في الروايات التاريخية؛ والوصول إلى أقرب حد من الحقيقة، أبرز غايات البحث عن هذا الموضوع، فضلاً عن تغطية حادثة مهمة في التاريخ السياسي وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية. منهجيًا تم استخدم المنهج النقدي التاريخي والذي يتمثل بنقد المتن وفق ما يتفق والمسار التاريخي للحوادث التاريخية، ونقد السند وفق علم الجرح والتعديل للوصول إلى الرواية الصحيحة الصادقة متنًا وسندًا والتي يمکن التعويل عليها في فهم أبعاد الحادثة ونتائجها، إذ لعبت الروايات الضعيفة والموضوعة بصورة کبيرة في رسم معالم هذه الحادثة. لقد شغل عصر صدر الإسلام نطاق البحث وحيثياته، إذ کان مطلع العصر الأموي وخلافة يزيد بن معاوية هو التاريخ الدقيق لهذه الحادثة، في حين کانت المدينة المنورة مسرح الحدث وميدانه. لقد کان من أسباب ثورة أهل المدينة على يزيد وخلعه، أن أرسل لهم جيشًا انتصر عليهم وأسقط منهم قتلى، واستباح المدينة ثلاثة أيام، وقد بالغوا في عدد القتلى وقدروا عددهم بالآلف ولکن ذلک لم يثبت، وأصبحت هذه الحادثة علامة سلبية في تاريخ الدولة الأموية استغلها أعداءها للدعاية المضادة لهم.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
نکتل يوسف محسن، "حادثة الحرة في المدينة المنورة سنة 63هـ: دراسة مقارنة في النصوص التاريخية".- دورية کان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الثاني والخمسون؛ يونيو 2021. ص 83 – 90.