نسعى من خلال البحث في تاريخ الأندلس خلال العهد الأموي إلى تتبع القرائن التاريخية من أجل تسليط الضوء على الحرکة التعليمية في الأندلس خلال هذه الفترة، والتي کانت رکن أساسي وعنصر جوهري في نهضة البلاد الفکرية والعلمية خلال هذه الفترة من التاريخ الإسلامي، وذلک من خلال التطرق إلى الخلفيات والعوامل المساهمة في ظهور أولى بوادر الحرکة التعليمية في بلاد الأندلس ومراحل تطورها، والمناهج المعتمدة لتلقين المواد العلمية والکتب المتداولة لکل منهج ومادة، والمعايير التي اختيرت على أساسها هذه المناهج، والمراحل التي يمر بها الطلبة في مسارهم التعليمي، والتدابير المادية المخصصة لهذا الغرض والمتمثلة في أماکن التعليم والهيئات الموکلة بهذه المهمة ومصادر تمويل هذا التعليم. لم تکن الحرکة التعليمية في الأندلس خلال هذا العهد منفصلة عن سابقها، ولم تختلف عن غيرها من الأقطار الإسلامية، إذ کانت امتدادًا لما کان معمولاً به في المشرق الإسلامي، حيث حمل الأندلسيون معهم المؤثرات المشرقية بعد عودتهم من رحلاتهم العلمية، وساروا على نهجها. وقد آثرنا الخوض في هذا البحث معتمدين على المنهج الوصفي أساسًا لاستخراج المادة المطلوبة من ثنايا المصادر التاريخية والتي انحصرت في کتب التاريخ العام وکتب التراجم والطبقات وبشکل أقل کتب الجغرافيا، ثم في مرحلة لاحقة على المنهج التحليلي لمناقشة محتوى النصوص التاريخية المنتقاة لهذه الغاية. وقد توصلت الدراسة إلى أن الحرکة التعليمية في الأندلس خلال هذا العهد لم تکن منفصلة عن سابقها، ولم تختلف عن غيرها من الأقطار الإسلامية، إذ کانت امتدادا لما کان معمولا به في المشرق الإسلامي، حيث حمل الأندلسيون معهم المؤثرات المشرقية بعد عودتهم من رحلاتهم العلمية، وساروا على نهجها.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
مختار عمارة، "التعليم في الأندلس خلال عهد الدولة الأموية: (138 -422هـ/ 755 -1030م)".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد الحادي والخمسون؛ مارس 2021. ص 186 – 199.