تتناول هذه المساهمة عرضا لأطروحة نوقشت بتاريخ 24 فبراير 2020 برحاب کلية الآداب والعلوم الإنسانية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراکش (المغرب) ونال صاحبها درجة الدکتوراه بميزة مشرف جدا مع التوصية بطبعها. وتندرج ضمن الدراسات التي تتناول التاريخ الاقتصادي والبيئي للمغرب زمن الحماية الفرنسية (1912-1956)، عبر مقاربة تعتمد الانفتاح على تخصصات العلوم الاجتماعية الأخرى، وخصوصًا الاقتصاد والجغرافيا وعلم الاجتماع الاقتصادي والبيئي. وذلک بتحليل الأرشيفات الاستعمارية والمخزون الوثائقي المحلي للتعرف على أهم التحولات التي عرفها تطور الوضعية المائية والفلاحية وآليات تدبيرها ومختلف الرهانات التي کانت موضوعا لها وامتداداتها المجالية وتقلباتها الزمنية. وتنبع أهميتها في کون التغيرات المناخية التي يشهدها العالم تفرض ضرورة التعرف على مختلف التجارب التي عاشتها المجتمعات لبلورة نموذج مناسب لإکراهات المناطق الجافة وشبه الجافة. ومن ثَمَّ، فقد تم الترکيز على سهل تزنيت (جنوب المغرب) کإحدى المناطق التي کانت تنعتها الأدبيات الاستعمارية "بالمغرب غير النافع" والمتسم بحساسية مفرطة للتقلبات المناخية عامة والمائية خاصة. قصد التعرف على خصوصيات تدبير سلطات الحماية الفرنسية لتلک الموارد الحيوية التي کانت محط اهتمام کل فئات المجتمع، لما کان لها من أدوار في تشکيل البنيات الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.