تعدّدت مستويات الدّعم الدبلوماسي التونسي للثورة الجزائرية بالمحافل الدولية والإقليمية، وهو ما يتّضح لنا من خلال تأييد الحکومة التونسية ومساندتها لآراء ومواقف جبهة التحرير الوطني خلال مؤتمرات الدول الإفريقية المستقلة وداخل هيئة الأمم المتّحدة، وعلى مستوى الولايات المتّحدة الأمريکية وبعض الدول الأوروبية. إضافة إلى هذا فقد أکّدت الحکومة التونسية في کثير من المناسبات على عدالة القضية الجزائرية، وعلى أحقّية الشعب الجزائري في الحرية والاستقلال بناء على المواثيق الدولية الصّادرة عن مختلف المنظّمات والهيئات الدولية. انطلاقًا من إيمان شعب تونس وقادتها بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري في کفاحه ودعم ثورتة بکلّ الوسائل الماديّة والمعنويّة. وقد تجسّد هذا الموقف منذ اندلاع الثورة الجزائرية وإلى غاية الاستقلال، حيث ظلّت تونس طيلة هذه المدّة تحمل مکانة هامّة في استراتيجية الثورة الجزائرية، باعتبارها طريقا مهمّا للإمدادات العسکرية القادمة من الشرق، وحليفًا سيّاسيّا ودبلوماسيّا يخدم القضية الجزائرية. فقد عملت الحکومة التونسية على تنسيق المواقف السياسية والعمل المشترک مع عدّة أطراف أخرى قصد کسب التّأييد الدولي للقضية الجزائرية من جهة، والضّغط على فرنسا للدخول في مفاوضات جادّة مع جبهة التحرير الوطني بهدف الوصول إلى حلّ يرضي الشعب الجزائري من جهة أخرى. وللإشارة فإن هذه الجهود الهامّة التي کانت تقوم بها تونس في مساندتها لکفاح الشعب الجزائري، کانت محلّ تقدير وامتنان من طرف مسؤولي الثورة الجزائرية.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
موسم عبد الحفيظ، "الدبلوماسية التونسية في خدمة الثورة التحريرية الجزائرية (1956 -1962)".- دورية کان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الحادي والخمسون؛ مارس 2021. ص 139 – 150.