نقدم في هذه الورقة نتائج التحريات الأثرية التي قمنا بها في إقليمي عين الخضراء والسوامع الموجودين شرق شط الحضنة بولاية المسيلة. وتحتل هذه الأخيرة موقعًا وسطًا بقلب الجزائر، وتشکل بذلک همزة وصل بين شرقها وغربها، وکذا بين شمالها وجنوبها. عرفت هذه المنطقة على مر العصور تعميرًا بشريًا هامًا، وتشهد على ذلک العديد من المواقع الأثرية المنتشرة عبر ربوعها. لکن العديد من هذه الأخيرة ظل مجهولاً، لاسيما تلک الموجودة شرق إقليم المسيلة، وما نعرفه عنها مجرد إشارات مختصرة جاءت في تقارير البعثات الاستکشافية التي قامت بها الإدارة الفرنسية إبان استعمارها للجزائر. سنسعى من خلال هذه الدراسة الوقوف على منطقتين هامتين، تحتلان الجهة الشمالية الشرقية لشط الحضنة بالمسيلة، إنهما عين الخضراء التي يحتوي إقليمها مجموعة من المواقع الأثرية الهامة، ثم منطقة السوامع التي يوجد بها موقع خربة الرصاص الذي کان أهم مرکز زراعي بالمنطقة کلها قديمًا واستمر استغلاله حتى الفترات الإسلامية. اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي ثم المنهجين المقارن والتحليلي حتى نتمکن من إعطاء قراءة منطقية لمختلف الشواهد الأثرية، وکذا استنتاج وظائفها. وعليه خلصنا إلى أن طابع هذين الموقعين ريفي محض، ولا شک أن أثنينهما تابع لمدينة مقرة کما أنهما لعبا دورًا اقتصاديًا هامًا بالمنطقة.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
سعاد سليماني، حنان خربوش، "محطات أثرية شمال شرق شط الحضنة في إقليم المسيلة (الجزائر): إقليمي عين الخضراء والسوامع".- دورية کان التاريخية.- السنة الرابعة عشرة- العدد الحادي والخمسون؛ مارس 2021. ص 14 – 22.