ارتبط سياق تداول تسمية "المورسکوس LOS MORISCOS" باللحظة التي أعقبت سقوط إمارة غرناطة سنة 1492م حين تأکد للمسلمين والمخالفين لهم بزوال السلطة السياسية والدينية للخلافة الاسلامية بجزيرة الأندلس، وبمجرد ما أن ساد هذا الاعتقاد، سارعت محاکم التفتيش إلى التنکيل والقتل وملاحقة کل من يحاول المقاومة ويشجع على الصمود والثبات. فهذه الطائفة التي وصفت ظلما بالمورسکية، لم تنتهي معاناتها مع لحظة السقوط الرسمي لآخر معاقل مسلمي الأندلس، بل عظمت معاناتها وازدادت أکثر بعد السقوط وصولاً إلى لحظة الخروج والرحيل، وما بين السقوط والاقتناع بالرحيل بعد صدور قرار الطرد الأخير خلال القرن السابع عشر الميلادي، ذاق المورسکيون مختلف صنوف التعذيب والإهانة والبطش والقتل، فکان خيارهم الأخير هو الهجرة. اختلف المورسکيون أفرادًا وجماعات حول وجهات الرحيل حين اقتنعوا بأن الهجرة هي الحل، فمنهم من توجه نحو أقطار أوربية، والآخر فضل بلاد الاسلام على بلاد الکفر، إلا أن المجال المغاربي نال حصة الأسد لأسباب متعددة في مقدمتها القرب الجغرافي الذي جنبهم عدة مخاطر، إذ غالبًا ما کانت الأسر التي تقصد أماکن بعيدة، تتعرض للقتل والسرقة، السبب الثاني يتمثل في عنصر المصاهرة والعلاقات التي نسجها سکان العدوتين منذ زمن طويل مع بعضهم البعض. ساهم موضوع الهجرة في إعادة انتشار المورسکيين بالمجال المغاربي من جديد، فاختلفت خريطة الانتشار حسب ظروف وطبيعة کل قطر مغاربي. ولم يمر سوى وقت قصير على هذا التوطين المورسکي ببلاد المغارب، حتى بدأ التأثير المورسکي يتکشف في المدن والبوادي، وبدا واضحًا في السياسة والاقتصاد والفن والثقافة والمعمار وغيرها من المجالات الأخرى التي بصمها المورسکيون ونقشوا حضاراتهم عليها.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
محمد الغزواني، "المورسکيون وإعادة الانتشار (الظروف والمآلات): المجال المغاربي نموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد الخمسون؛ ديسمبر 2020. ص 105 – 113.