تعرض الدراسة التي بين أيدينا لقضية من القضايا المهمة التي لم تحظى بکبير عناية واهتمام من قبل الباحثين والدارسين للتاريخ الکولونيالي المغربي إلا فيما ما نذر، وذلک بالنظر إلى وفرة القضايا والمواضيع العامة، التي ما تزال تستهوي الکثير منهم في البحث والتقصي في هذا الصنف من البحث التاريخي، لذلک ارتأيت أن أميط اللثام عن جانب من جوانب قضية عرضت لنا ونحن في بيوتات الأرشيف، نبحث هنا وهناک، عن وثيقة أو تقرير، نکشف به جزءًا من النقاب عن هذا الموضوع أو ذاک، ومما أثار اهتمامي في هذا السياق، موضوع المناطق الحدودية بين الحمايتين بالمغرب، خاصة في قسمه الشمالي، وتساءلت حينها عن طرق تدبير الإدارتين الأجنبيتين لهذه المناطق، خصوصًا إذا کان الأمر يتعلق بموضوع الموانئ، والتي نعرف أنه ذات تأثيرات، ومحل استقطاب لا يرتبط دائما بالخلفيات القريبة، ولا بالتجار الذين يسکنون بمحيطه، ولا حتى باختيارات الدولة أحيانًا، بل قد يکون عامل نشاطه، ومحل تميزه تجاريًا، مرتبط بأولويات أخرى، وکان ميناء العرائش الذي يقع في نقط تماس حدود الحمايتين أفضل نموذج لهذه التناقضات، وعليه، کانت أهداف هذه الأسطر التي خطتها يدنا تبتغي إبراز ثلاثة قضايا أساسية في هذا الموضوع: أولها: التعريف بميناء العرائش وأهميته التجارية بالنسبة للتجارة المغربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الميلادي. وثانيها: أسباب الصراع الفرنسي-الإسباني بعد فرض حمايتهما على المغرب حول الخلفية الاقتصادية التاريخية لميناء العرائش، وثالثها: حدود تمکن الحماية الفرنسية من کسب رهان الصراع مع الحماية الإسبانية حول النفوذ التاريخي لميناء العرائش.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عبد العالي المتليني، "المناطق الحدودية في قلب الصراع الاقتصادي بين الحمايتين في أوائل عهد الحماية: ميناء العرائش أنموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد الثامن والأربعون؛ يونيو 2020. ص 111 – 120.