يمثل المعمار الأمازيغي بالجبال المغربية عامة وبالأطلس الکبير والمتوسط والصغير على نحو خاص صورة لنمط الحياة ومثالاً لتأقلم الإنسان مع محيطه الثقافي والطبيعي. ويتناول هذا المقال جوانب من تاريخ ومعمار إغرم ايتزر بالأطلس المتوسط، وذلک لإبراز إشکالية تأسيس هذا القصر الجبلي، وما عرفه من تطورات تاريخية إلى حدود الفترة الاستعمارية، وذلک لکشف طبيعة العلاقة التي ربطت ساکنته مع القبائل المجاورة من جهة والسلطة الحاکمة من جهة أخرى، بالإضافة إلى تسليط الضوء على نسيجه المعماري، وذلک من أجل التعريف بهذا النمط المعماري الذي تتسم به جبال الأطلس المغربي الکبير والمتوسط والصغير إلى جانب إکودار والمداشر وغيرها من أنماط العمارة الأمازيغية. ومن ثَمَّ محاولة الإجابة على سؤال مرکزي: هل قصور الجبال من خلال نموذج إيتزار نسخة طبق الأصل لقصور الواحات أم أن لهذا القصر الجبلي خصوصيات تميزه؟ إن الهندسة المعمارية الدفاعية والمدنية والدينية لإغرم ايتزار التي أصبح معظمها في عالم الدوارس، تشهد على التاريخ العريق للمنطقة وتمثل الذاکرة الجماعية للساکنة المحلية التي يجب نقلها للأجيال الناشئة، لذلک وجب في الزمن الراهن الاستفادة من هذا الإرث والکشف عن أسراره النفيسة التي طالها الإهمال والنسيان، وذلک عبر حمايته وترميمه ورد الاعتبار إليه وتثمينه من خلال تحويل معالمه إلى مزارات يتعرف من خلالها الزائر على مکنونات التاريخ المحلي وما يتميز به من خصوصيات اجتماعية وتنظيمية ومعمارية.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
سعيد عبيدي، "جوانب تاريخية ومعمارية من إغرم بجماعة ايتزار في الأطلس المتوسط".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد الثامن والأربعون؛ يونيو 2020. ص 57 – 64.