جاءت هذه الدراسة لإلقاء الضوء على أضخم مشروع مائي في التاريخ الإسلامي والمسمى عين زبيدة، والذي أمرت بإنشائه الأميرة العباسية زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور في العصر العباسي الأول خدمة لأهل مکة وضيوفها حجاج بيت الله الحرام کتسهيل الخدمة لهم في موسم الحج خاصة أن مکة المکرمة کانت تعتمد على مصدر مائي وحيد وهو بئر زمزم، فأرادت السيدة زبيدة، تأسيس مصدر إضافي في منطقة حيوية هامة في العالم يقصدها العرب والمسلمين من مختلف الأصقاع على مدار العام. وتضمنت الدراسة التعريف بالسيدة زبيدة وکيف کانت أحوال الماء في مکة قبيل إنشاء العين ومن ثَمَّ إنشاء العين بمواصفاتها المعمارية والجمالية وتکلفتها المالية والأثر الإيجابي لها على مکة المکرمة کوقف غير محدود. هذا المشروع هو الأعظم مائيًا نظرًا للفوائد الکبيرة التي جناها أهل مکة منه، حتى أن عدد الآبار التي کانت تصب فيها العين داخل الحرم بلغت ستون بئرًا وثلاثون بئرًا في منى ومزدلفة وعرفات. بعد قيام المشروع لم يعدّ هناک شکوى من نقص المياه في مکة المکرمة وبلغت کمية المياه المتدفقة من العين بين عشرون إلى ثلاثون متر مکعب يوميًا.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
قاسم محمد غنيمات، "المشروعات المائية في التاريخ الإسلامي: إنشاء عين زبيدة في مکة المکرمة نموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد الثامن والأربعون؛ يونيو 2020. ص 34 – 41.