يبحث موضوع محمد الخامس والثورة التحريرية الجزائرية في شخصية السلطان محمد بن يوسف وموقفه من الثورة الجزائرية، من خلال تقديمه لأوجه دعم مختلفة سواء على المستوى السياسي والإداري أو على المستوى العسکري أو على المستوى الدبلوماسي والإعلامي أو على المستوى الاجتماعي والثقافي، واستراتيجية فرنسا في مواجهة هذا الدعم المقدم من طرف محمد الخامس للثورة الجزائرية. إنّ الروابط والعلاقات المميّزة وصلات التقارب ومبادئ الشعور بالوحدة بين الشعبان الجزائري والمغربي والمتمثلة في وحدة الدين واللغة والجوار والتاريخ المشترک، والعادات والتقاليد المشترکة، وکذا الحدود المشترکة بين البلدين، هذه الروابط أدّت إلى التضامن والتآزر بينهما للوقوف معًا في وجه فرنسا طيلة الفترة الاستعمارية، وازداد وتأکد هذا التلاحم والتضامن والتآزر أکثر فأکثر خلال الثورة التحريرية الجزائرية. وعند هذا يمکن القول أنّه لا أحد يمکنه أن ينکر ما قدّمه محمد الخامس للثورة التحريرية الجزائرية فلم يبخل بتقديم أشکال مختلفة من الدعم والمساندة من أجل تحقيق الجزائر الاستقلال، وهذا على الرغم مما کان يتعرض له من ضغوطات من قبَل السلطات الاستعمارية الفرنسية لتثنيه عن مواصلة دعمه للثورة التحريرية الجزائرية، حيث ظل ثابتا على موقفه المساند لها إلى أن وافته المنية في سنة 1961.