أسهمت الکتابات التاريخية العربية في معرفتنا بالتاريخ العثماني، خصوصا تلک التي قام بها باحثون متخصصون في الدراسات العثمانية. کما لعبت هذه الکتابات، دورا بارزا في الوقوف على مختلف التحولات التي عرفها العالمين الإسلامي والأوربي. وفي هذا الإطار، يندرج الإنتاج الاستوغرافي المغربي حول الدولة العثمانية، والذي انصب في البداية حول دراسة تاريخ العلاقات المغربية العثمانية، بالاعتماد على الأرشيف العثماني، إضافة إلى الدراسات الأجنبية الجادة. وانتقل اهتمام الباحثين المغاربة في مرحلة أخرى، إلى دراسة الدولة العثمانية المرکزية. کما رکز ثلة من الباحثين على عقد مقارنات لفهم أعمق لبعض التحولات التاريخية بالمغرب، فرکزوا على مواضيع من قبيل الإصلاح والجيش والعلاقة مع أوربا وأزمة السلطة، واستحضر فيها أصحابها البعد العثماني الذي لا شک سيساهم في إغنائها وفتح مجالات أرحب في وجهها. فقد قام هؤلاء بمساع کبيرة، للنظر في التاريخ العثماني بطريقة أکثر موضوعية، ولإعادة تقييم الإسهامات العثمانية في المجتمع العربي وثقافته. واستطاعت هذه الدراسات، أن تقدم خلاصات مهمة حول الدولة العثمانية، وتعيد قراءة التاريخ المغاربي العثماني، باتزان وانفتاح وحرص منهجي ومتانة علمية. يسعى هذا المقال إلى دراسة وتحليل نماذج من الدراسات الأکاديمية التي اهتمت بالدولة العثمانية، وذلک ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلادي. مع الترکيز على أهم القضايا التي تناولتها هذه الاستوغرافية، في محاولة لبحث النظرة الجديدة لموضوع العلاقات العثمانية المغربية، والوقوف عند بعض مستجدات البحث العلمي المتعلق بالدولة العثمانية، اعتمادًا على کتابات وأبحاث المؤرخين والدارسين المغاربة الذين اشتغلوا على الأرشيف العثماني وانفتحوا على الدراسات الأجنبية.

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
محمد العواد، "الاستوغرافية المغربية حول الدولة العثمانية: نماذج وقضايا".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد السابع والأربعون؛ مارس 2020. ص 105 – 113.