تتصدى هذه الدراسة، لسيرة واحد من أمراء العسکر الصليبيين، ألا وهو (رينالد دي شايون) (ت. 583ه/ 1187م)، والمعروف في المصادر التاريخية العربية والإسلامية باسم (أرناط)، من خلال المعرفة التاريخية، للمؤرخ اللاتيني المشرقي، وليم الصوري – William of Tyre (ت 580 ه /1184م)، وذلک خلال الفترة المبکرة من سيرة أرناط أي المرحلة الزمنية الواقعة بين (548-555ه/ 1153 – 1160م) - لأن سيرة أرناط تنقسم إلى مرحلتين ما قبل الأسر وبعدها، وهذه المرحلة هي الأولى لأن الثانية تبدأ بعد سنة (572ه/ 1174م) والمرحلة الأولى نستطيع أن ندعوها بالأنطاکية لأن المرحلة الثانية هي المرحلة الکرکية نسبة إلى إمارته لحصن الکرک - وإبراز اهم الجوانب السياسية والعسکرية في حياة ذلک الأمير الصليبي، الذي اشتهر بالقسوة وکسر المبادئ والقوانين الحربية، أثناء المعارک، وعدم الالتزام، بالعهود والمواثيق المعقودة بين الأطراف المتحاربة في أوقات السلم. کل ذلک سنقف عليه أولاً من خلال الرؤية الصليبية لرينالد دي شاتيون، حسب رواية وليم الصوري الذي مثل وجهة النظر المسيحية، ومع ذلک لا تعدم آراءه الصواب عندما يسجل ويروي أخبار دي شاتيون، وعلى الرغم من أن الأخير يتوفى بعد وليم الصوري بسنة واحدة ولم يشهد الصوري مقتله على يد السلطان صلاح الدين الأيوبي، إلا أنه عاصر مرحلة طويلة من حياته السياسية والعسکرية ودوَن الکثير من المعلومات عنه في کتابه (تاريخ الأعمال المنجزة فيما وراء البحر) أو کما يعرف ب (تاريخ الحروب الصليبية)، لا نجد لمروياته مثيلاً في المصادر المعاصرة الأخرى.

الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
کرفان محمد أحمد، "وليم الصوري (ت. 580هـ/ 1184م) مؤرخًا لسيرة رينالد دي شاتيون (أرناط): المرحلة المبکرة (548–555هـ/ 1153–1160م) من خلال کتابه (تاريخ الأعمال المنجزة فيما وراء البحر): دراسة تاريخية تحليلية".- دورية کان التاريخية.- السنة الثالثة عشرة- العدد السابع والأربعون؛ مارس 2020. ص 58 – 70.