لا يختلف مجال فزواطة من حيث بنيته الطبيعية، وتنوعه البشري عن باقي واحات درعة، وبالتالي فإن الملاحظة الأساسية التي ينبغي التنصيص عليها أن التقنيات المستعملة في السقي والتنظيمات الاجتماعية المتفاعلة في مجال فزواطة، فهي تلخص بشکل عام منطق التدبير التقليدي للموارد المائية الخاص بواحة درعة، مع الإشارة إلى أن الاختلاف في الترکيبة الإثنية بين فزواطة وباقي الواحات يضفي بعض الخصوصيات التي سنعرض لها في حينها. وعلى هذا النحو، سنحاول من خلال تحليل آليات اشتغال هذه التقنيات التقليدية، أن نستعرض في البداية معطيات حول التقنيات والأساليب التقليدية المستعملة في إطار تعبئة واستعمال الموارد المائية من جهة، وأسس تدبيرها العرفي من جهة ثانية، مع النبش في المعطيات المشترکة للواحات في درعة بهدف المقارنة واستنباط خصوصيات الواحة موضوع الدراسة. وسنستعين في هذا الإطار بمجموعة من الدراسات والأبحاث ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسوسيو - ثقافية بهدف الإحاطة بالموضوع من أبعاده المختلفة، اعتبارًا على أن دراسة التنظيمات الاجتماعية تستدعي مثل هذه التحليلات لاستجلاء أثرها على الاقتصاد وثقافة المجتمع الواحي بصفة عامة. وستشمل بنية الموضوع العناصر التالية: (تحليل المکونات البشرية وعلاقتها بالأرض والماء، تحليل الموارد المائية وکيفية تدبيرها، أشکال التنظيم والقوانين العرفية، تدبير الندرة والنزاعات، العلاقات الاقتصادية، والجانب السوسيوثقافي).
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
معاذ بوعدين، "النظام المائي التقليدي في واحة فزواطة (درعة): التقنيات والتنظيم".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد السادس والأربعون؛ ديسمبر 2019. ص 205 – 222.