سخرت الإدارة الاستعمارية منذ احتلالها للجزائر سنة 1830م کل الوسائل القانونية والعسکرية لتنفيذ السياسات الاستيطانية المتعاقبة، وتحويل الجزائر المستعمرة إلى مستوطنة فرنسية تجمع المهاجرين من کافة الأجناس، والوافدين إليها من کافة أنحاء أوروبا، والمضاربين، وأصحاب المشاريع الرأسمالية، الذين لم يتوانوا في الضغط على الإدارة الاستعمارية الفرنسية من أجل تمرير ترسانة من التشريعات التي تسهل الاستيلاء على أجود الأراضي ومصادرتها وفق مخطط لدراسة مسبقة لأوضاع الجزائريين وترکيبتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لذا شجعت الجمهورية الثالثة الاستثمار في المجال الفلاحي، وشجعت الشرکات الفرنسية والأوروبية باستثمار أموالها في المشاريع المختلفة، کما رکز المستوطنون على الجانب الزراعي لما له من أهمية لدعم الاحتلال ورأس المال الفرنسي، لذلک عمدت الإدارة الاستعمارية لتشجيعهم وإقامة البناءات القاعدية وبناء المستوطنات وتقديم القروض والتسهيلات لمنحهم المزيد من أراضي الجزائريين، واستغلال اقتصاد المستعمرة بما يخدم مصالح فرنسا ومصالح المستوطنين، مما أدى إلى تدمير القطاع الفلاحي الأهلي وزاد في تدني المستوى المعيشي للسکان.
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
حورية طعبة، "الزراعة الکولونيالية وتأثيرها على الفلاحة الأهلية في الجزائر المستعمرة 1870 – 1900م".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد السادس والأربعون؛ ديسمبر 2019. ص63 – 71.