يتناول البحث شخصية مهمة، لعبت دورًا بارزًا في ترسيخ أقدام السلطان الناصر صلاح الدين منذ وصوله إلى مصر برفقة عمه أسد الدين شيرکوه، فتناقش الدراسة بداية العلاقة التي ربطت الفقيه عيسى الهکاري بالبيت الأيوبي، وتطور هذه العلاقة بعد وفاة أسد الدين شيرکوه -عم السلطان صلاح الدين-، ووصول صلاح الدين لمنصب الوزارة في مصر، وموقف الفقيه عيسى الهکاري المؤيد والداعم لقرار الخليفة الفاطمي العاضد، هذا القرار الذي ميز الفقيه عيسى الهکاري عن کل الأمراء النورية کما يتناول البحث الدور الذي لعبه الفقيه عيسى الهکاري في إقناع الأمراء النورية المعارضين لقرار العاضد، بتولية صلاح الدين منصب الوزارة، ومشارکة الفقيه عيسى الهکاري للسلطان صلاح الدين في معرکة الرملة، ووقوعه في الأسر الصليبي لمدة عامين، وما يدلل على أهمية ومکانة عيسى الهکاري عند السلطان صلاح الدين اشتراط السلطان صلاح الدين إطلاق سراح الأمراء الصليبيين في معرکة مرج عيون، بإطلاق سراح الفقيه عيسى الهکاري. وتتناول الدراسة الدور السياسي والدبلوماسي الذي لعبه الفقيه بعد إطلاق سراحه من الأسر الصليبي، فقد أنجز مهمات دبلوماسية خاصة بتکليف مباشر من السلطان صلاح الدين، حيث تولى إقناع تقي الدين عمر ابن أخ السلطان صلاح الدين بالخروج من مصر، نزولًا عند قرار السلطان، کما قام بمهمة تحسين العلاقة بين السلطان صلاح الدين، ونور الدين محمود زنکي، وظل وفيًا للسلطان حتى وافته المنية مرابطًا حول مدينة عکا تحت قيادة السلطان الناصر صلاح الدين.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
غسان محمود وشاح، "الفقيه عيسى الهکّاريّ (ت. 585هـ/1189م) ودوره في خدمة البيت الأيوبي".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد السادس والأربعون؛ ديسمبر 2019. ص37 – 47.