عرفت الإمبراطورية الرومانية العديد من الأزمات والاضطرابات الخطيرة في تاريخها الطويل، کان القرن الأول والثاني ميلادي من بين هذه المراحل الصعبة، ولکن في أخر القرن الثاني ظهرت شخصية ذو أصلية إفريقية، وهو سيبتيموس سيفيروس الذي تمکن من دحر خصومه، واستيلائه على الحکم بالقوة، ولضمان بقائه فيه، انتهج سياسية الإصلاحات في شتى المجالات، التي کانت بمثابة انقلاب على أسس وتقاليد الحکم في روما، هذه السياسة لها إيجابياتها وسلبياتها. نحاول في هذه الدراسة نفض الغبار عن هذه المرحلة الزمنية الهامة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، دون نسيان الإشارة لظروف السائدة قبل وصوله للحکم، والعوامل المساعدة لذلک، وإبراز شخصيته والسياسات المنتهجة وأثارها على روما وعلى إفريقيا، وذلک بالتحليل والاستنباط والمقارنة، للوصول لنتائج تتمتع بالمصداقية التاريخية والموضوعية العلمية. ومن هذه النتائج يعتبر سيبتيموس سيفيروس من الشخصيات المتميزة من خلال دراسة سيرته وأعماله وجهوده وسياسته، خاصة أسلوب الإشراف على الدولة ومبادئ حکمه وکذلک حياته في الأسرة وتأثريه فيها، يتبين أنه کان مُصرًا للوصول إلى غايته بکل الطرق، لقد ابدي مقدرة کبيرة في الحکم والسياسة التي ساس بها جيش الإمبراطورية، حيث وصف عهده بمرحلة هامة في تاريخ الإمبراطورية والنظام الروماني، لقد استطاع هذا الإمبراطور أن يؤسس أسرة قصيرة العمر في الحکم ظلت حوالي 24 سنة، بالإضافة إلى ذلک يعود الفضل أولًا إلى الإمبراطور سيبتيموس في تأجيل الکارثة ولو ظرفيًا والتي عصفت بالإمبراطورية بعد زوال أسرة السيفريين، کل ذلک يبدوا واضحًا في مدى تغلغل النفوذ العسکري وسيطرته على مجمل قطاعات السلطة الإمبراطورية.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عباس مسرور، "الإمبراطورية الرومانية في عهد الأباطــرة الأفارقـة: سيبتيموس سيفيروس أنموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد السادس والأربعون؛ ديسمبر 2019. ص26 – 36.