إن لسلطنة عمان تاريخ عريق، تشهد له حقب التاريخ المختلفة، وقد استطاع العمانيون الوصول ببلدهم لمستوى رفيع من الحضارة والتقدم بتکامل العوامل الطبيعية، مع العوامل البشرية. وقد عزز هذه الحقائق المستکشفات الأثرية التي استطاع الباحثون من خلالها کتابة التاريخ الحضاري لعمان عبر فترات تاريخية ساحقة، موضحين الأهمية الاقتصادية والازدهار الحضاري الذي کان تعيشه المجتمعات العمانية آنذاک. ونظرًا لهذا التاريخ الحضاري، فقد أولى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم تاريخ عمان البحري عناية خاصة، منطلقًا من مبدأ الحفاظ على تراث هذا البلد وإحيائه وتعريف العالم بتاريخنا البحري المجيد. وتهدف هذه الدراسة إلى تتبع تاريخ السفينة شباب عمان الأولى، وذلک من خلال محورين رئيسين، ففي المحور الأول سيتناول لمحة تاريخية عن تاريخ عمان البحري وجهود صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد لإحياء التراث البحري العماني، ثم سيرکز المحور الثاني للحديث عن سفينة شباب عمان الأولى. وقد خرجت الدراسة بعدد من النتائج أهمها إن التشجيع المستمر من لدن صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، دورًا مهما في إحياء التراث البحري العماني. وقد تمثلت الجهود في إحياء التراث البحري بتسيير عدد من الرحلات البحرية التقليدية، مثل السفينة صحار والسفينة مجان. ومثلت سفينة شباب عمان نموذجًا متفردًا من حيث الفکرة والمضمون. حيث لعبت دورًا کبيرًا ومهما حتى الآن في ترسيخ قيم السلام والمحبة، بمشارکاتها المستمرة في السباقات الشراعية الدولية، والتعريف بعمان تراثًا وفکرًا وحضارة. ولقد کان لاستمرار حصد سفينة شباب عمان الجوائز المختلفة في سباقات السفن الشراعية الدولية لدليل على مکانتها ونجاحها في أداء الرسالة المنوطة بها.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
بدرية بنت محمد النبهاني، "سفينة شباب عُمان الأولى ودورها في التواصل الحضاري 1979 – 2015".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد الخامس والأربعون؛ سبتمبر 2019. ص 116 – 127.