نحاول في هذه الدراسة أن نُلامس ظاهرةً اقتصادية مسّت النّقد في العصر الوسيط زمن الدولة الزيانية، والتي تجمع ما بين عدم ثبات قيمة النّقد، وترنّح الأسعار ما بين الارتفاع والانخفاض، تبعًا للظروف المحيطة بالدولة، ومجموعة من المبررات التي تؤکد وجودها، حيث کانت ظاهرة التّضخم أو الانکماش النّقدي، أهم مُشکلٍ اقتصادي اعتور الوحدة النّقدية، وجعلتها غير قابلة للتداول وسط أفراد الرعية، ولعل هذا الوضع قد کان له أثر بالغ في عدم ثبات الأسعار بالأسواق، ورُغم نسبية الظاهرة التي ارتبطت عادةً بالأزمات الاقتصادية، إلاّ أنّها أثرت على الاقتصاد والمجتمع الزياني بکل أطيافه، وأجبرت السُلطة الزيانية على حمل مشروع إصلاحي قائم على خلق توازن في العرض والطلب، حفاظًا على استقرار الأسعار، والحيلولة دون زوال قيمة النّقد حماية للمُستهلک الزياني.
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
أمحمد طاهري، "ظاَهِرةُ التَّضخُمِ النَّـــقدي في العهد الزّياني: مُساهمةٌ في علاقة النَّقد بالأسعار".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد الرابع والأربعون؛ يونيو 2019. ص 96 – 108.