تعتبر سجلماسة من أولى المدن الإسلامية التي شيدت في المغرب الأقصى، حيث تأسست حوالي سنة (140هـ /757م) من طرف بني مدرار المکناسيين. واعتبارًا لموقع منطقة سجلماسة في مقدمة الصحراء الکبرى، فإن الماء أُعتبر من العناصر الحيوية والضرورية للحياة والحاجة إليه کانت من المشاغل الرئيسية للساکنة. وتشير الکتابات التاريخية أن سجلماسة کثيرة العمارة، على نهر کثير الماء، ويزرع على مائه کما يزرع على ماء النيل والزرع فيه کثير الإصابة. کما أکدت الأبحاث الأرکيولوجية بموقع سجلماسة الأثري واستنادًا إلى ما ذکرته المصادر المکتوبة على أن سجلماسة کانت تحيط بها المياه من کل النواحي، وتوضح صور الأقمار الاصطناعية أن الطبقات الجيولوجية الواقعة تحت موقع سجلماسة وخاصةً القريبة منها من السطح جد غنية بفرشة مائية مهمة. ويظهر من دلالة اسم سجلماسة أنها کلمة أمازيغية زناتية مکونة من شقين هما: "سج" ويعني طل، يطل، تطل ثم "لماس" ويعني الماء، وبالتالي فالکلمة کاملة تعني: تطل على الماء. وهذه الدلالة التي تنطبق تمامًا على الموضع الذي بُنيت عليه أول الأمر مدينة سجلماسة وسط واحة "تافيلالت حاليًا" ويحيط به الماء من کل جانب.
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
الحسن تاوشيخت، "المياه في سجلماسة من خلال المصادر التاريخية والأبحاث الأثرية".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد الرابع والأربعون؛ يونيو 2019. ص 56 – 63.