دَخلت اليمن تَحت الحُکم العُثماني مُنذ عام (923هـ/1517م)، وکان هَذا الوُجود اسميًا فقط، وتأَّکد مُنذ عام945هـ/1538م عندما أرسلت السُلطة العُثمانية حَملة عَسکرية بقيادة سُليمان بَاشا الخَادم لِتَوطيد نُفوذها وَسُلطاتها الفِعلية في اليمن، ويَنقسم الوُجود العُثماني في اليمن لفترتين؛ الأولى (945-1045هـ/1538-1635م) تَلاها فَترة الاستقلال عن الدولة العُثمانية، ثُم الفَترة الثَانية (1289-1336هـ/1872-1918م)، وقد کَان لِلحُکم العُثماني بَصماته التَاريخية الوَاضحة طَوال تَواجده في اليمن؛ حيث کَان لِلعُثمانيين دَورًا بَارزًا في نُمو وتَطوّر المُدن اليَمنية؛ فقد حَرصوا عَلى إنشاء المُنشآت المِعمارية المُختلفة وَمِنها الحُصون وَالقِلاع وَالمَساجد وَالمَدارس وَبِناء الحَمامات وَالمَنازل ذَات الطِراز التُرکي، وقد ظَهر التَأثّير العُثماني في شَکل وتَخطيط العَمائر الإسلامية في اليمن؛ فظَهرت المُنشآت المُصمّمة عَلى الطِراز العُثماني، کَما تَمثّلت التَأثّيرات العُثمانية عَلى المُنشآت الدِينية في إضافة بَعض العَناصر المِعمارية مِثل المَنابر الرُخامية التي لم تَکن مَعروفة من قَبل في اليمن، ودِکة المُبلّغ وغّيرها، کما ظَهرت العَديد مِن التَأثّيرات الفنية العُثمانية کَزَخارف البَاروک وَالرُوکوکو المُميّزة لِلطِراز الرُومي التُرکي عَلى بَعض العَمائر اليَمنية، ويَتناول البَاحث في هَذه الدِراسة شَکل وحَجم التَأثّيرات المِعمارية والفنية العُثمانية عَلى العَمائر الإسلامية في اليمن.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
محمد أحمد عبد الرحمن عنب، "التّأثيِرات العُثمانية على العِمارة الإسلامية في اليمن: دراسة آثارية مِعمارية فنية".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد الرابع والأربعون؛ يونيو 2019. ص 19 – 40.