يندرج موضوع "السلطة في الشرق من خلال الرحلة المغربية في القرن الثامن عشر الميلادي" ضمن مواضيع البحث الأکاديمي التي تسعى لإعادة إحياء التراث الوطني المغربي، باعتباره وثيقة شاهدة على مرحلة زمنية محددة، وضمن التجديد في الوثائق التي يعتمد عليها في تناول مواضيع تقليدية عن الشرق کموضوع السلطة. وکان ما دونه المغربي حول رحلته الحجية أو السفارية في القرن الثاني عشر الهجري/ الثامن عشر الميلادي، هو ما وقع عليه الاختيار من هذا التراث، مستندا على (21) نصًا منه لرحلات توزعت– في تاريخ القيام بها – على مدى القرن الثامن عشر الميلادي، من بدايته وحتى نهايته، معتقدًا أن  تناولها جميعها ضمن دراسة واحدة قد يوحد المغرب والمشرق ضمن مکان کبير هو الشرق، کما يمکن کذلک من خلق زمن ثقيل تتوضح فيه الأغراض المقصود الوقوف عندها وتتراکم بشأنها المعطيات، وهذه الأغراض ليست شيئًا آخرًا غير واقع السلطة بالشرق في هذه المرحلة، لأن الرحالة للمغربي – على اختلاف مساره وتکوينه- حتمًا تأثر بوجودها، باعتبارها نظريًا هي نفسها في کل مکان مع اختلاف في تصريفها، وذلک من خلال إعادة بناء الحدود السياسية للدول والأقاليم التي قصدتها الرحلة، ومن خلال إعادة بناء المؤسسات الحاکمة بها مرکزيًا ومحليًا، بعرض کيفية تشکلها ومهام عناصرها، وکيف تفاعلت المجتمعات مع نشاطها.