لقد شکلت الصحراء الکبرى عائقا للاتصال الحضاري بين البلاد العربية والأقاليم الإفريقية الواقعة وراءها، فکان للتجارة دور کبير في ربط الأقاليم ببعضها وتجلى ذلک في ربط الشمال الإفريقي بجنوبه، حيث نشطت قوافل التجارة الصحراوية للتجار المسلمين مع أقاليم إفريقيا جنوب الصحراء، فعمد هؤلاء التجار إلى إدخال دين الإسلام غرب إفريقيا ونشره فيها، فانتقل بذلک من شمالها إلى غربها، کما ساعدهم في ذلک الحدود المفتوحة بين أقاليم المنطقة ورحلات الحج والتجارة إلى تلک المناطق، وهو ما سهل هجرة بعض المسلمين الشماليين إلى المناطق الواقعة جنوب الصحراء الإفريقية والإقامة فيها، فحملوا معهم نور الإسلام وثقافته ونشروه هناک. وعليه ستحاول هذه الدراسة بيان دور التجارة وقوافل الحج في انتشار دين الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء، من خلال تتبع واقع العلاقات التجارية بين الشمال الإفريقي وممالک جنوب الصحراء، وآثارها التي تجلت في المدن والمراکز والطرق التجارية الواقعة على أطراف الصحراء وجنوبها، والتي تُظهر بشکل واضح دور التجار المسلمين في نشر الإسلام جنوب الصحراء الإفريقية.
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
شريفة کلاع، "دور التجارة وقوافل الحج في انتشار الإسلام في إفريقيا جنوب الصحراء".- دورية کان التاريخية.- السنة الثانية عشرة- العدد الثالث والأربعون؛ مارس 2019. ص 125 – 133.