يعتبر موضوع "الحرکة اليوسفية والثورة التحريرية الجزائرية"، من أهمّ المواضيع التي تعکس لنا جوانب مهمّة عن العلاقات الجزائرية التونسية خلال مرحلة الثورة الجزائرية. فالحرکة اليوسفية التي ظهرت في تونس عقب التّوقيع على اتفاقيات الاستقلال الدّاخلي في 03 جوان 1955، أعلنت منذ بدايتها عن رفضها لمبدأ الحکم الذّاتي، حين رفعت شعار "الاستقلال التّام". والتقت بذلک في خندق واحد مع الثورة الجزائرية، التي کانت تسعى هي الأخرى إلى تحقيق الاستقلال التّام. وعلى هذا الأساس برز التّنسيق واضحًا بين أنصار اليوسفية وقادة الثورة الجزائرية لأجل توحيد الکفاح المسلّح بينهما، کما تجسّدت مظاهر التّنسيق بينهما ميدانيّا من خلال التحاق اليوسفيين بالثورة الجزائرية ومشارکتهم في نقل وتهريب الأسلحة إلى الجزائر. الأمر الذي دفع بورقيبة وجهاز الدولة التونسي إلى التّحالف مع فرنسا للقضاء على الحرکة اليوسفية وعزلها عن الثورة الجزائرية.