نحاول من خلال مقالنا "النخبة المخزنيّة وشبکات النفوذ في المغارب في القرن التاسع عشر" تبيّن وتتبّع رهانات الفاعل الاجتماعي وهواجسه حول تقنيات تشکيل شبکات العلاقات وبناء المکانة الاجتماعي في المغارب مع الترکيز على نموج البلاد التونسيّة والمغرب الأقصى. فمن خلال مفهوم شبکة العلاقات حاولنا فهم سيرورة تکوين هذه الشبکات وعلاقة ذلک بالنخب المخزنيّة وأعوان الدّولة في المغارب. وسنتتبّع سيرورة بعض العائلات والشخصيّات لمحاولة فهم آليّات بناء هذه الشبکة وطرق ترکيزها والمحافظة عليها وتوسيعها. وقد اعتمدنا کمدوّنة مصدريّة في هذا البحث على أعمال أکاديميّة تأسيسيّة في الأسطوغرافيا التونسيّة والمغربيّة خاصّة التي اهتمّت بدراسة النخب المخزنيّة وأعوان الدولة خلال القرن التاسع عشر، مثل عمل سلوى هويدي الذي کان بعنوان "أعوان الدولة بالإيالة التونسية: الأفراد، المجموعات، شبکات العلاقات، 1735-1814" وعملي مهدي جراد الأوّل بعنوان "عائلات المخزن بالإيالة التونسية خلال العهد الحسيني 1705-1881"، والثاني بعنوان "تجّار البلاط بإيالة تونس (أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر)". أمّا بالنسبة للمغرب الأقصى فقد اشتغلنا على أطروحة دانييل شروتر التي ترجمها خالد بن الصغير بعنوان "تجار الصويرة -المجتمع الحضري والامبريالية في جنوب غرب المغرب 1844 – 1866"، وأطروحة مصطفى الشابي "النخبة المخزنية في مغرب القرن التاسع عشر"، وأطروحة أحمد التوفيق "المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر. اينولتان 1850-1912)". وقد قسّمنا البحث إلى ثلاثة أقسام أساسيّة تتخلّلها عناصر فرعيّة، إلى جانب مقدّمة وخاتمة. وقد اهتمّ العنصر الأوّل بدراسة الأسس السياسيّة لبناء شبکات العلاقات، والقسم الثاني اهتمّ بالأسس الاقتصاديّة، واعتنى القسم الثالث بدراسة الأسس الاجتماعيّة. والإشکاليّة الرئيسيّة للعمل هي محاولة فهم الأسس السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة لتکوين شبکة النفوذ والعلاقات في بلاد المغارب خلال القرن التاسع عشر.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
محمد البشير رازقي، "النخبة المخزنيّة وشبکات النفوذ في المغارب خلال القرن التاسع عشر".- دورية کان التاريخية.- السنة الحادية عشرة- العدد الثاني والأربعون؛ ديسمبر 2018. ص141 – 152 .