شکلت العلاقات المغربية الأندلسية مجالاً للتلاقح الحضاري في المجالات الثقافية والفنية والفکرية والسياسية، بحيث کان طرفي العلاقة يخضع لمتغيرات سياسية تجد صداها وتأثيرها في هذا الطرف أو ذاک، وقد برز التفاعل بينهما على مستوى المجال المعماري الذي ظل شاهدًا على ذلک لما خلفه من آثار عمرانية، دينية وعسکرية ومدنية، في المجالين المغربي والأندلسي حيث برزت عناصر هذا التفاعل على مستوى المواد المستعملة وطريقة البناء والزخرفة وأنواعها، کما عمل السلاطين المغاربة على استقدام صُناع من الإقليم الأندلسي للاستفادة من خبرتهم، علاوة على ذلک يبرز هذا الحضور في مختلف المدن المغربية التي لا تخلو من آثار وشواهد حضارية أندلسية تؤرخ للتواجد الحضاري الذي أسهم بشکل أو بآخر في بلورة الشخصية المغربية وشکل رافدًا من روافد الثقافة والحضارة المغربية.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
محمد مزيان، "التلاقح الحضاري المغربي الأندلسي: مجال المعمار أنموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الحادية عشرة- العدد الواحد والأربعون؛ سبتمبر 2018. ص91 – 100.