هذا البحث يدور حول جهود بعض علماء المسلمين في مواجهة الأفکار الهدامة التي ظهرت في أواخر عصر الدولة الأموية وأوائل عصر الدولة العباسية [105 ــ 158هـ/ 724 ـــ 775م]، والتي کان من أشهرها ما عُرِف تاريخيًا باسم جماعة الدَّهْرِيَّةِ؛ وهي مجموعة من الناس کان لها اعتقاد فکري ظهر في فترة ما قبل الإسلام، ويشتقّ المصطلح من الدَّهْرِ لاعتباره (الزمان/ الدَّهْرُ) السبب الأول للوجود. وقد رد عليهم القرآن الکريم في کثير من آياته، کما حذر الرسول ﷺ منهم في بعض أحاديثه. وقد دارت بينهم وبين علماء المسلمين کثير من المناظرات، استخدم العلماء خلالها سلاح العقل والمنطق؛ وکان من أشهرهم؛ الْجَهْمِ بْنَ صَفْوَان [78 ــ 128 هـ / 696 ــ 746م] زعيم فرقة الْجَهْمِيَّةِ، ووَاصِلُ بنُ عَطَاءٍ ‏[80 ــ ‏131‏هـ / ‏699‏ ــ ‏748‏م‏] مؤسس فرقة الْمُعْتَزِلَةِ، والإِمَام أَبو حَنِيْفَةَ النُّعْمَان [ 80 - 150 هـ / 699 - 767 م] صاحب المذهب الحنفي وأحد الأئمة الأربعة عند أهل السُنَّة. وإن کان الأخير هو أکثرهم جهدًا في ذلک، لذا فقد اتخذته نموذجًا.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
محمود محمد السيد خلف، "جُهودُ الْعُلَمَاءِ فِي مُوَاجهَةِ جَمَاعَةِ الدَّهْرِيَّةِ: الإِمَامِ أَبِي حَنِيْفَةَ نَمُوْذَجًا (105 - 158هـ/ 724 - 775م)".- دورية کان التاريخية.- السنة الحادية عشرة- العدد الواحد والأربعون؛ سبتمبر 2018. ص37 –45.