يحاول المقال تسليط الضوء على مرحلة هامة من تاريخ الجزائر في الفترة الحديثة، حين کانت الدول الأوربية توحد صفوفها ومواقفها ضد الجزائر (مؤتمر فينا 1815)، في الوقت نفسه أيضًا کانت الدولة الفتية الولايات المتحدة الأمريکية تبحث عن أماکن جديدة لترويج وتسويق تجارتها، وتبحث أيضًا عن سبل حماية سفنها التجارية في الحوض الغربي للمتوسط، وعليه فان إشکالية الموضوع تتمحور حول: دور الجزائر في ظهور المصالح التجارية الأمريکية في غرب المتوسط خلال أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ومطلع القرن التاسع عشر، والتي يمکن الإجابة عليها من خلال تناول الموضوعات التالية: (أهمية الجزائر في التجارة الخارجية الأمريکية، وضع التجارة الخارجية الأمريکية في غرب المتوسط أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، أهمية معاهدة 1795 في ترسيم العلاقات الجزائرية الأمريکية، دور التجار اليهود المتواجدين بالجزائر في تعزيز المصالح التجارية الأمريکية في غرب المتوسط). معتمدين على المنهج التاريخي في سرد أحداث هذا الموضوع وتحليلها، والوصول إلى استنباط عدة نتائج: (تناول الموضوع يتيح الفرصة للباحثين لمعرفة مادته التوثيقية، وجوانبه الغامضة فيما يتعلق بالعلاقات الأمريکية الشمال أفريقية في هذه الفترة المبکرة من تاريخ الولايات المتحدة الأمريکية، العوامل التي ساعدت الولايات المتحدة الأمريکية، في توسيع نطاق مصالحها التجارية في غرب البحر المتوسط، إبراز دور الولايات المتحدة الأمريکية في إضعاف البحرية الإسلامية للإيالات الثلاث ( الجزائر- تونس – طرابلس)، وخاصةً الجزائر التي فقدت ابرز ضباط بحريتها (الرايس حميدو)، في صراعها البحري مع أمريکا، في الوقت الذي کانت فيه الدول الأوربية منهمکة في حروبها مع نابليون بونابرت، والکشف عن الدور الهام والخطير الذي لعبه التجار اليهود المتواجدين بالجزائر في التأثير على دايات الجزائر في ربط علاقات مع أمريکا من جهة والدخول معها في من جهة أخرى، وفي مرحلة أخرى السعي لربط المصالح التجارية لليهود بتوسيع المصالح التجارية الأمريکية في غرب المتوسط).

الاستشهاد المرجعي بالمقال:
معمر العايب، "دور إيالة الجزائر في ظهور المصالح التجارية الأمريکية بغرب البحر الأبيض المتوسط خلال الفترة (1795-1816)".- دورية کان التاريخية.- السنة الحادية عشرة- العدد الأربعون؛ يونيو 2018. ص139 – 148.