يطمح البحث الذي بين أيدينا، إلى مقاربة موضوع الهجرة المغربية صوب فرنسا ما بين 1912-1960 مقاربة تاريخية تسعى إلى معالجة ظاهرة الهجرة المغربية باعتبارها لبنة من الاساس التاريخي الذي بني عليه المغرب الحالي. فإذا کان منطق المؤرخ يؤمن بأن التاريخ هو فهم للماضي واستشراف للمستقبل، فإن ماضي المغرب المرتبط بالهجرة يمکن أن نفهم من خلاله الحال الذي يعيشه المغرب الآن کما يمکن أن نتنبأ بمستقبله کذلک. ولمناقشة هذه الظاهرة سعينا إلى اعتماد مناهج متنوعة، کالتاريخ المقارن وذلک لما له من أهمية في کشف وصبر التباينات والتباعدات التي تظهر بشکل واضح من خلال العنصر المقارِن والعنصر المقارَن به، مما يتيح لنا الفرصة لاستکشاف الأحداث التاريخية وتأويلها أيضا، وتماشيا مع موضوع مقالنا، سعينا إلى عقد مقارنة بين المهاجرين المغاربة المقيمين بفرنسا بنظرائهم من الدول الأخرى، سواء الدول المغاربية أو الدول الأجنبية المقيمة کذلک بنفس البلد، متأکدين من أنه بدون تاريخ مقارن من المستحيل الحصول على استنتاجات سوسيولوجية عامة من الأحداث المنفردة" کما أنه لا قيمة لعمل کهذا إلا إذا استند إلى المنهاج المقارن. وإلى جانب المنهاج المقارن في التاريخ، تم الاعتماد کذلک على التاريخ الکمي، إذ من خلاله سعينا إلى إيضاح مجموعة من النقاط المرتبطة بموضوع مقالنا، فتم استخدام قواعد البيانات والإحصائيات إذ بالاعتماد عليها تمکنا من تصنيف المادة التاريخية وتنسيقها وتحليلها، فأغلب المصادر التي اعتمدنا عليها اعتمدت بشکل کبير على الأرقام المتمثلة في الإحصائيات المقدمة، هذه الاخيرة تم تحويلها إلى مبيانات وإلى جداول تسهل على القارئ والمطلع عملية الفهم والاستيعاب.
الاستشهاد المرجعي بالمقال:
صهيب الحجلي، "ظاهرة الهجرة في تاريخ المغرب المعاصر: الهجرة المغربية نحو فرنسا ما بين 1912-1960 نموذجًا".- دورية کان التاريخية.- السنة الحادية عشرة- العدد التاسع والثلاثين؛ مارس 2018. ص135 –142.