تتضمن هذه الدراسة متابعة تاريخية للدعم الدبلوماسي المصري للقضية الجزائرية خلال الفترة (1954-1962) عن طريق المؤتمرات الأفرو- آسيوية، والأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، إذ لم يقتصر الموقف المصري المؤيد للثورة الجزائرية على الدعم العسکري والمادي فقط بل تجاوز ذلک الى الدعم الدبلوماسي الذي تمثل في الموقف المصري المساند للقضية الجزائرية في المؤتمرات الافرو- آسيوية واجتماعات الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة، وبادرت مصر منذ الأيام الأولى للثورة الجزائرية إلى تأييدها، إذ قامت إذاعة صوت العرب في القاهرة بالتعريف بالثورة وتشجيع المناضلين الجزائريين، وتأليب الرأي العام العالمي على فرنسا. وقد عکس ذلک الموقف المصري الداعم للقضية الجزائرية حقيقة مهمة تتمثل في أن تأثير مصر کان واضحًا على الدول العربية والعديد من الدول الافرواسيوية سواء في المؤتمرات الدولية أو في هيئة الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، لقد اتسمت خطب الوفد المصري بالعنف وبمحادثة فرنسا بصورة مباشرة، إذ کانت تلک الخطب تحمل دلالة واضحة تمثلت بربط النضال الدبلوماسي بالواقع الجزائري، والاستناد على الأدلة القانونية والتاريخية، وذلک لإعطاء القضية الجزائرية الصفة الشرعية والقانونية. تزامن الدعم المصري للقضية الجزائرية دبلوماسيًا خلال فترة الدراسة مع سنوات الثورة الجزائرية (1954-1962)، إذ کانت القضية الجزائرية من أهم القضايا التي أدرجت على جدول أعمال الوفود المصرية، محليًا وإقليميًا ودوليًا، وأدى ذلک بدوره إلى جعل هذه القضية تحدث وقعًا عالميًا ساهم في تضامن شعوب أسيا وأفريقيا معها، وکانت جهود مصر في تلک المؤتمرات من العوامل الأساسية في استمرار الکفاح المسلح نحو تحقيق استقلال الجزائر. وکان لذلک الجهد الدبلوماسي المصري أثره الايجابي الواضح على القضية الجزائرية والتعجيل في مسألة المفاوضات الفرنسية الجزائرية التي أدت بالنتيجة الى حصول الشعب الجزائري على حقه المشروع في تقرير مصيره وتخليصه بشکل نهائي من الوصاية الفرنسية.
الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
يوسف محمد عيدان، "مصر والقضية الجزائرية (1954-1962): دراسة في الدعم الدبلوماسي".- دورية کان التاريخية.- السنة الحادية عشرة - العدد التاسع والثلاثين؛ مارس 2018. ص81 – 90.