المدينة الإسلامية کيان حضري، اکتسب طابعه الإسلامي من مجموعة من الخصائص، بعضها مادي محسوس، وبعضها معنوي يتعلق بأنماط السلوک والقيم والعلاقات بين السکان. مع اختلاف بين المدن الإسلامية في الحجم والأهمية باختلاف المجتمعات والعصور. وللمدن الإسلامية في العصر الوسيط الإسلامي وظائف متنوعة، سمحت لها بالتميز، وجعلت لها نفوذا و إشعاعا في محيطها. ومن أهم هذه الوظائف: الوظيفة الدينية، والوظيفة السياسية والإدارية، والوظيفة الاقتصادية، والوظيفة الدفاعية والعسکرية، ثم الوظيفة العلمية والثقافية. وکان لوظائف المدن تأثير في الطابع المعماري للمدينة. أما تنظيمات المدينة الإسلامية فتهتم الحياة الداخلية للمدينة، وأشکال وآليات تنظيم الحياة العامة داخل المدينة. ومن أهم التنظيمات: التنظيم السياسي والإداري، والتنظيم الاجتماعي، والتنظيم الاقتصادي، ثم التنظيم العمراني. وقد شکلت المدينة الإسلامية، بوظائفها وتنظيماتها، کيانًا مستقلاً، فتمتعت بخصوصياتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في إطار وحدة الدولة الإسلامية. کما أن تطور الحضارة الإسلامية، وتنوع مشاربها وروافدها أغنى المدينة من کل النواحي، وجعلها تعکس تنوع وامتزاج عناصر هذه الحضارة. وبشکل بديع جمعت المدينة الإسلامية بين حسن التخطيط وجودة ومتانة البناء وجمال ورونق الزخرفة، ومراعاة الشروط الصحية من جهة، وبين الوظيفية من جهة ثانية. کل ذلک مع احترام تعاليم الدين، وتقاليد المجتمع، وخصوصيات الساکنة، مع أن غير المسلمين وجدوا في المدينة فضاء لأنشطتهم الدينية ولاجتماعية، وهو ما يعکس تساکن وتعايش سکان المدن وطوائف المجتمع. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
المدينة الإسلامية، "المدينة الإسلامية: الوظائف والتنظيمات".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثامن والعشرون؛ يونيو 2015. ص 154 – 163.