تتناول هذه الدراسة الفکر العمراني الإسلامي من خلال مصدرين هما: "سلوک المالک في تدبير الممالک على التمام والکمال" لشهاب الدين أحمد سليمان ابن أبي الربيع (القرن الثالث الهجري)، والآخر "المقدمة" لعبد الرحمان ابن خلدون (القرن الثامن الهجري)، وهما يرشدان أولي الأمر إلى الأسس الواجب أخذها بعين الاعتبار عند الإقدام على إنشاء المدن لاسيما ما يتعلق باختيار الموضع والموقع. وقد اتضح تأثر ابن خلدون بابن أبي الربيع واطلاعه على مؤلفه، إلا أنهما ساهما کل من موقعه ومن تجربته الشخصية وممارساته المهنية ومن محيطه البشري والطبيعي ومن ظروفه التاريخية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى وضع الکتابة التاريخية في عصره، في بلورة فکر عمراني أصيل أرشد أولي الأمر إلى اعتماد أفکارهما في وضع معايير لتأسيس وتأهيل المدن. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
حميد الحداد، "ثوابت عمرانية إسلامية بين ابن أبي الربيع وابن خلدون".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثامن والعشرون؛ يونيو 2015. ص 135 – 140.