ليس بوسعنا أکثر من التّخمين، إذا اعتقدنا بأنّ موضوع الطّرق التّجارية في المغرب الأوسط ودورها في تنشيط الحرکة التّجارية في المغرب الأوسط، هو من المواضيع الّتي يجب أن تنال قسطًا من الاهتمام والدّراسة، لما يکتسيه هذا الجانب من الأهمّية البالغة في التّعريف بتاريخ الجزائر الاقتصادي، کما أنّ اختيارنا لهذا الموضوع لم يتأتّى من العدم، وإنّما لمدى قناعتنا بأنّ التّجارة في المغرب الأوسط کانت ميزانا نحکم به على اتّجاه مسار تاريخنا، کما أنّ للموضوع صبغته الخاّصة والمتمثّلة في أنّ الطّرق التّجارية ربطت المغرب الأوسط وأفادته على کافة الأصعدة "تجاريًا وفکريًا وسياسيًا وحتّى حضاريًا" ولم تجعله متقوقعًا على نفسه في إطاره الجغرافي الضّيق بالمقارنة مع المغرب الإسلامي والدّول المجاورة له، وعلى هذا الأساس فقد وجّهنا عنايتنا، وانطلاقًا من ملازمتنا کتب الرّحلات الجغرافية إلى رسم وتحديد خريطة الطّرق التّجارية في المغرب الأوسط، والکشف عن بعض المراسي والحواضر الّتي باتت مجهولة وضائعة في صفحات الکتب. يرکّز موضوع البحث على الجانب الاقتصادي من تاريخ المغرب الأوسط، من خلال التّأريخ لأهمّ الطّرق التّجارية الّتي کانت تربطه بالدّول المطلّة على البحر الأبيض المتوسّط، أو الدّول الّتي تحدّه کالمغرب الأقصى والأدنى والسّودان الغربي، وهذا بدوره يعکس لنا أهمّية تاريخ المنطقة وتأثيرها على الجوانب الاخرى کالسّياسية والمجتمع والعلاقات. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
سمير مزرعي، "الطرق التجارية في المغرب الأوسط ودورها في تنشيط الحرکة التجارية".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثامن والعشرون؛ يونيو 2015. ص 117 – 128.