لا ينکر أحد الدور التنويري الذي ساهم به الرحالة والأدباء العرب في تجسيد الانفتاح الثقافي والمعرفي على العالم الخارجي خاصةً في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، وعلى رأسهم الرحالة العربي أحمد بن فضلان، الذي أرسله الخليفة المقتدر إلى شمال أوروبا. وقد استعرض رحلته "القزويني" في آثار البلاد، و"ياقوت الحموي" في معجم البلدان، و"ابن الوردي" في خريدة العجائب، کما سجل مغامراته بنفسه في کتاب دعاه "رحلة ابن فضلان". وقد استغرقت الرحلة أحد عشر شهرًا في الذهاب، وکانت مليئةً بالمغامرات والمشاق والمصاعب السياسية والانفتاحات على الآخر المختلف ثقافيًا. من هذا المنطلق يستعرض البحث رحلة ابن فضلان (الأسباب والنتائج) من خلال تعريف الرحلة العربية الاسلامية (دوافعها ومراحلها)، فضلاً عن أهمية رحلة ابن فضلان، والواقع السياسي للخلافة العباسية في العصر العباسي الثاني، وتحديدًا عصر الخليفة العباسي المقتدر الذي کانت رحلة ابن فضلان في عهده. ثم يتناول البحث بغداد مدينة الحوار الحضاري بصفتها مرکز إشعاع فکري وحضاري إلى مختلف البلدان ومنارًا للمعرفة والعلم، جاء هذا ثمرة للنشاط الإنساني المتميز في جميع الميادين مما جعلها تحتل هذه المکانة بين مدن العالم آنذاک، وأخيرًا يستعرض البحث الحوار الحضاري في الحضارة العربية الاسلامية. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
وجدان فريق عناد، "بغداد مدينة الحوار الحضاري: رحلة ابن فضلان نموذجًا (الدوافع والنتائج)".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحکَّمة).- العدد الثامن والعشرون؛ يونيو 2015. ص 9 – 16.