تکتسي الدراسات التاريخية المتخصّصة أهمية بالغة في حياة الشعوب والأمم، لأنها تساعد على استخلاص العبر وتسمح بالاطلاع على التجارب السابقة قصد توظيفها والاستفادة منها في الحاضر وذلک بالاعتماد على منهج علمي يراعي متطلبات الحاضر وخصوصيّات الماضي، من هذا المنطلق فإننا نرى أننا في حاجة ماسة إلى مثل هذه الکتابات التاريخية التي من شأنها أن تميط اللثام وتنفض الغبار عن صفحات تاريخية لا زالت مغمورة من تاريخنا الوطني (التاريخ الجزائري)، خصوصًا ما تعلق منها بمرحلة هامّة لا زالت تأثيراتها بارزة للعيان ألا وهي مرحلة تاريخ الثورة الجزائرية 1954 – 1962م. فالحديث عن الثورة الجزائرية هو الحديث عن اليوم الذي شکل في تاريخ الجزائر حدًا فاصلاً بين عهد الاستعمار وعهد الإرادة والتحرر لمحو آثار السنين الطويلة من الاستعباد بالوسيلة واللغة البليغة التي يفهمها العدو ممثلة في الکفاح المسلح، وسنتطرق في هذه الدراسة إلى التحضير للثورة الجزائرية من خلال الاستعدادات الداخلية والاتصال بالحرکتين الوطنيتين التونسية والمغربية، مسلطين بذلک الأضواء على دور المنظمة الخاصة في الإعداد للکفاح المسلح والاتصالات التي کان يجريها قادتها مع قادة الحرکتين الوطنيتين في تونس والمغرب الأقصى، لعلنا نساهم من خلالها في توضيح أهم الترتيبات التي تم من خلالها التحضير لثورة نوفمبر المجيدة سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عبد الحفيظ موسم، رفيق تلي، "التحضير للثورة الجزائرية من خلال الاستعدادات الداخلية والاتصال بالحرکتين الوطنيتين التونسية والمغربية".- دورية کان التاريخية.- العدد السابع والعشرون؛ مارس 2015. ص 62 – 69.