يعتبر موضوع الدولة المغربية أو ما اصطلح على تسميته بـ "المخزن"، من المواضيع التي أصبحت تستهوي العديد من التخصصات العلمية، کما أنه أصبح من القضايا الراهنة والمستأثرة على حيز هام من اهتمام الباحثين، سواء المتخصصين منهم في الدراسات التاريخية، أو غيرهم من المختصين في باقي العلوم الإنسانية والاجتماعية الأخرى، بل أصبح الموضوع متداولاً حتى في الخطاب الصحفي. وتماشيًا مع التوجهات الراهنة في البحث التاريخي، يهدف هذا المقال إلى تتبع مسار مفهوم المخزن من الأصول إلى القرن التاسع عشر، کما يهدف إلى الکشف عن تمثلات هذا المفهوم عند النخبة التأريخية التي عاشت قبل قرنين من الآن أي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، من خلال نموذج مؤلف کتاب الإستقصا. تتناول هذه الدراسة موضوع مفهوم المخزن والتصورات التي حملها هذا المفهوم في خطاب مؤلف کتاب الاستقصا، عبر مبحثين؛ الأول يتتبع مفهوم المخزن نشأته وتطوره، وإشکالية مماثلته بمفهوم الدولة، ثم التغيرات والتحولات التي طالته عبر الزمن. ويسعى المبحث الثاني إلى الوقوف عند التمثلات والتصورات التي حملها المفهوم، في خطاب الناصري، باعتباره موظفًا مخزنيًا عايش أبرز الأحداث التي عرفها المغرب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فهو يجسد المخزن بکل دلالاته في شخص السلطان، ويصور الصراع حول السلطة کمعضلة رافقت الدولة المخزنية منذ نشوئها. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
عبد المجيد أيت القائد، المخزن: المفهوم، التمثلات، التصورات.- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد السادس والعشرون؛ ديسمبر 2014. ص 51 – 59.