ابن الجوزي، أبو الفرج عبد الرحمن (510-597 هـ)، من مشاهير علماء القرن السادس الهجري، ولا تزال شهرته ممتدة إلى اليوم، وهي مؤسسة على ما خلف من تراث فکري ضخم في الفقه والتفسير والتاريخ والأدب والوعظ وغيرها من فنون العلم والمعرفة في زمانه. وقد استحق تراثه الفکري الضخم أن يلتفت إليه الدارسون المعاصرون ضمن موضوعات علمية مختلفة، لکن کتاباته في الوعظ السياسي لم تنل بعد ما تستحقه من الدرس والتحليل، وهو ما يستدرکه هذا البحث عوضًا عن المساهمة في إثراء الدراسات المتعلقة بتراث الفکر السياسي الإسلامي. سيتولى هذا البحث تحديد موقع کتابات ابن الجوزي في الوعظ السياسي بين کتاباته الأخرى کما سيتولى رصد أفکاره السياسية وإبراز منهجيته وتحليل رؤاه في إطارها التاريخي السياسي والفکري للخلافة العباسية ومراقبة أثرها السياسي للخروج بخلاصة علمية عن الوعظ السياسي وتقييم أثره المباشر في الأداء السياسي للموعوظ ومقارنة مقولاته بمقولات الوعظ السابقة عليه، لاسيما في العصر العباسي الأول. وظني أن الموضوع يکتسب أهمية خاصة من خلال ما نشهده من استدعاء تراث الفکر السياسي الإسلامي في الجدل المعاصر حول الطموحات السياسية الراهنة والمستقبلية في العالم العربي، ومن ثم يرجى أن يسهم هذا البحث في تصويب تصوراتنا عن مضمون الفکر السياسي في الإسلام وتحديد علاقته من ثم بالطموحات المستقبلية. الاستشهاد المرجعي بالدراسة:
أحمد علي السري، "ابن الجوزي والوعظ السياسي".- دورية کان التاريخية (علمية، عالمية، مُحَکَّمة).- العدد الخامس والعشرون؛ سبتمبر 2014. ص 181 – 197.